[ 221 ] الغلام في يده ولم يدر جوابا. فقال: هاتوا جوالقا ومداق الجص وقيداه وغلاه فقيده وأغله وأدخله الجوالق وأمر الفراشين بدقة بمداق الجص وأنا أرى ذلك وهو يصيح ثم انقطع صوته ومات فأمر به فغرق في دجلة. وتقدم لبدر بحمل ما في داره ثم قال لى يا شيخ أي شئ رأيت من أجناس المكروه ولو على هذا وأومى بيده إلى بدر فالعلامة بيننا أن تؤذن في هذا الوقت. فإنى أسمع صوتك وأستدعيك وافعل مثل هذا بمن لا يقبل منك أو يؤذيك. قال فدعوت له. وانصرفت. وانتشر الخبر عند الاولياء والغلمان فما خاطبت منهم أحدا بعدها في إنصاف أحد، أو كف عن قبيح إلا طاوعني كما رأيت خوفا من المعتضد. وما احتجت أن أو أذن إلى الآن. وجدت في بعض الكتب عن الاصمعي قال: كنت بالبصرة أطلب العلم أنا مقل، وكان على بابنا بقال إذا خرجت بكرة يقول لى إلى أين ؟ فأقول إلى فلان المحدث، وإذا عدت المساء يقول لى من أين ؟ فأقول: من عند فلان الاخباري واللغوى. فيقول يا هذا: إقبل وصيتى أنت شاب فلا تضيع نفسك، واطلب معاشا يعود عليك نفعه، واعطني جميع ما عندك من الكتب أطرحها في هذا الدن وأصب عليها من الماء للعشرة أربعة وأنبذه وانظر ما يكون منه، والله لو طلبت منى بجميع ما لديك من الكتب جوزة ما أعطيتك. فيضيق صدري بمداومة الكلام حتى كنت أخرج من بيتى ليلا، وأدخله ليلا وحالى في خلال ذلك يزداد ضيقا حتى أقضيت إلى بيع آخر أساسات دارى وبقيت لا أهتدى إلى نفقه يوم، وطال شعرى واخلق ثوبي، وأتسخ بدنى وأنا كذلك متحير في أمرى إذ جاء لى خادم للامير محمد بن سليمان قال: أجب الامير. فقلت ما يصنع الامير برجل قد بلغ به الفقر إلى ما ترى ؟ فلما رأى سوء حالى وقبيح منظري رجع فأخبر الامير بخبرى. وعاد إلى ومعه تخوت ثياب ودرج فيه بخور، وكيس فيه دنانير وقال: قد أمرنى الامير أن أدخلك الحمام، وألبسك من هذه الثياب، وأدع باقيها عليك، وأطعمك من هذا الطعام، وإذا بخوان كبير فيه صنوف الاطعمة، وأبخرك لترجع اليك روحك. ثم أطلعك عليه ________________________________________