[ 213 ] ما خبرك ؟ فقال مضيت وشرحت لاهل البلد خبرى وأريتهم الحجر فجاء معى وجوههم إلى الامير وأعلموه القصة، وخاطبوه في إنصافي فأخذ الحجر ورد عل جميع ما كان أخذه منى من مال وعقار وضياع وغير ذلك، ووهب لى مالا من عنده وقال: اجعلني في حل مما عذبتك به. فأحللته وعادت نعمتي على ما كانت عليه وعدت إلى تجارتى ومعاشي وكل هذا بفضل الله عزوجل وبركتك فعل الله بك وصنع. قال: وكان يجيئنى في كل سنة إلى أن مات. حدثنى عبد الله بن محمد بن الحسن الصرورى قال: حدثنى أبى أن رجلا حج وفى وسطه هميان فيه دنانير وجواهر قيمة الجميع ثلاثة آلاف دينار. وكان: الهميان من ديباج أسود فلما كان ببعض الطريق نزل ليبول فانحل الهميان من وسطه فسقط ولم يعلم بذلك إلا بعد أن سار عن الموضع فراسخ فاتفق أن جاء رجل في أثره فجلس يبول في مكانه فرأى الهميان فأخذه وكان عليه دين فحفظه. قال: وكان الرجل من أهل بلدنا فأخبرني أنه لم يؤثر في قلبى ذهابه لانى استخلفته عند الله تعالى، وكنت في طريق الله عزوجل، وكانت تجارتى عظيمة وأموالي كثيرة. قال: فلما قضيت حجتى وعدت وتتابعت المحن على حتى لم أملك شيئا فهربت على وجهى من بلدي فلما كان بعد سنين من فقرى وقد أفضيت إلى أن أتصدق على الطريق وزوجتي معى وما أملك من تلك الليلة إلا دانقا ونصف، وكانت الليلة مطيرة وقد أويت في بعض القرى إلى خان خراب فضرب زوجتى الطلق فتحيرت وولدت. فقالت يا هذا: الساعة تخرج روحي فاخرج وخذ لى شيئا أتقوى به. فخرجت أخبط في الظلمة والمطر حتى جئت إلى بقال. قال: فدققت عليه فكلمنى بعد جهد فشرحت له حالى فرحمني وأعطاني بتلك القطع حلبة وزيتا وأغلاهما وأعارني غضارة جعلت ذلك فيها، وجئت أريد الموضع فلما مشيت بعيدا وقربت من الخان زلقت رجلى وانكسرت الغضارة وذهب جميع ما فيها. ________________________________________