[ 208 ] أبرزته من حجبه مقهورة * والله بشهد لى بذااك ويعلم كشف الزمان قناعة في بلدة * قل الصديق بها وعز الدرهم أصبحت في أرض الحجاز غريبا * وأبو ربيعة أسرتي ومحكم قال فأعجبني ما رأيت من جمالها وفصاحتها وأدبها وشعرها فبررتها وكتبت الابيات منها وقلت لها ما اسمك ؟ قالت: المهنأة بنت الهيثم الشيباني. وكان أبى جار النبي صلى الله عليه وسلم فزاره واعتل ونفد ماله وتوفى وتركني فقيرة فاحتجت إلى التكفف قال: ورحلنا فلما صرنا إلى الدجلة دخلت إلى مالك بن طوق مسلما فسألني عن طريقي وسفرى وما رأيته فيه من الاعاجيب فحدثته بحديث الجارية فأعجبه واستظرفه وكتب الابيات منى، فدخلت إلى منزلي بالشام فلما كان بعد مدة أتانى رسوله يستزيرنى فصرت إليه فلما كان بعد أيام من اجتماعنا كنت جالسا بحضرته فإذا خادمان قد جاءا ومعهما أكياس مختومة، وتخوت ثياب مشدودة فوضعاها إلى جانبى فقلت لمالك ما هذا ؟ قال حق دلالتك على المهناة بنت الهيثم الشيباني حتى أظفرني الله تعالى بها وهى أرسلت هذا إليك من مالها، ولك من مالى ضعفه قلت فما الخبر: قال إنك لما انصرفت أنفذت رسلا إلى البادية ممن أثق بعقولهم وأمانتهم فما زالوا يسألون عنها حتى ظفروا بها، وحملوها إلى ووليها معها فلما جاءتني رأيت منها زيادة عما كان زرعه في نفسي حديثك عنها فتزوجتها من وليها، وجعلته أحد قوادى وأفضت عليها من دنياى حسب تمكنها من قلبى، فسألت عن سبب طلبى لها فأخبرتها خبرك، وكتبت أستزيرك لاعرفك هذا، وأقضى حقك فلما عرفت حضورك أنفذت هذا إليك، وقد أمرت لك بعشرين ألف درهم وعشر تخوت ثيابا، قال ابن عبد الحميد: فكانت أم عدة من أولاده * حدثنى أبو القاسم سعيد بن عبد الرحمن الكاتب الاصبهاني قال: كان أبو الحسن بن أبى الفضل يتقلد بلدنا فقدم عليه من بغداد شيخ من الكتاب يطلب التصرف وأورد عليه كتبا من إخوانه بالحضرة يذكرون طول عطلته وموقعه من الصناعة ويسألونه تصريفه فسلم الرجل وجلس، وأخرج اضبادة الكتب فتركها بين يديه، وكان في الامير حدة ________________________________________