[ 7 ] ينتظر من يتنسم به أرج الفضاء، ويتظلم من طول مكافحة الا نزواء، وأتي عليه من الدهر ما شاء الله إلى أن قام في الاونة الاخيرة أحد من فضلاء الكتبين و أما جد الناشرين قاصدا إلى طبعه للمرة الثانية، وذلك بعد ما عزت نسخه وكثر رواد لكن اتفق رأيه على طبعه بطريق الاوفست طبقا للطبعة الاولى، وذهل عما فيها من الاخطاء، فجعلها أصلها له، دون أي توضيح أو تطبيق مع نسخه الخطية الموجودة، أو تصحيح أو تحقيق، غير أنه أضاف إلى أوله مقدمة ضافية في ترجمة المؤلف، وكلمة موجزة في عظمة الكتاب بقلم بعض أعلام العصر، وفهرسا موضوعيا في آخره فحسب، وأخرج كتابا في قطع منقوص، ووجه منهوس (1)، فلم يزد هذا الناشر - مع جهده - على الطبع الماضي إلا إبطال المقتضى، إذ الكتاب حينما كان مرغوبا فيه صار مرغوبا عنه، مع أن الكتاب كان من صميم تراثنا العلمي، ومن أحسن ما الف في موضوعه، وهو عند علمائنا الاعلام من ركائزنا الثابتة، وذخائر التالدة، ومآثرنا الخالدة، وكان موضوعه من أهم الموضايع عندنا، بل هو الحجر الاساسي الذي الذي عليه دعائمنا. كيف: لا وقد نظم فيه مؤلفه الفحل البطل - رضوان الله تعالى عليه - أخبار الامامة، والحجة في سلك منضد، وجمع الاحاديث الراجعة إلى الغيبة والظهور وما كان منها ذاصلة بالموضوع في أبواب تراه كالسمط المنجد، على حد ما تتم به الحجة على الناظر فيه، وتوضح به المحجة لمعتنقيه، بحيث لا يمل القارئ بالتطويل، ولا يعوق الباحث بالاختصار عن مدارك التحصيل. بل جاء في كل باب بالحجة والدليل من الرواية والدراية على قدر ما بهما الكفاية، دون إسهاب ممل، أو إيجاز مخل، ولم أر كتابا يساويه، وإن وجد ما يوازيه، لكن إنك إن تنعم النظر في كل ما الف في موضعه لن تجد منها تأليفا مستقلا بنفسه مستغنيا عما ألف من جنسه، بل تجد كل كتاب ________________________________________