[ 12 ] إلى مدينة حلب في أواخر عمره، فمد الله عليها ظله الوارف، وأعانه بها على نشر المعارف وسقاها ريق وبله، وكساها رونق نبله، فسطع بها بدره، ورفع قدره، فروي بها كتاب الغيبة (1) وقرءها على أبي الحسين محمد بن علي الشجاعي وأجازة فيها (2). فلم يزل شيخنا المترجم له مشمولا بالعنايات الخاصة الالهية في حله وتر حاله حتى قضى الله سبحانه مناه، فألقى بمدينة الشام عصاه، وأدركه بها حمامه، ووارته رجامه (3) نسأل الله تعالى الذي تغمده بنعمته أن يسبل عليه شآبيب رحمته إلى أن يسكنه بحبوحة جنته في جوار نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعترته. هذا ما استعطنا أن نجمعه من الاخبا عن شخصية النعماني من ناحية حياته العلمية (4). تأليفه القيمة 1 - كتاب الغيبة الذي هو بين يديك، وليس يحضرني كلام افصح به عن عظمة هذا التأليف المنيف ومبلغ شأنه، ولا أدري بأي عبارة أصف براعة هذا الكتاب القيم الذي قد انفرد في بابه، وبأي يراغه اترجم عن جزالة ذلك الرقيم الذي عكف عليه العلماء منذ يوم تأليفه (5). 2 - كتاب الفرائض. 3 - كتاب الرد على الاسماعيلية. ________________________________________ (1) كأنه كان في سنة 342 كما يأتي. (2) راجع ص 18 من الكتاب. (3) الظاهر كون وفاته بعد سنة 342. (4) راجع في ضبط النعماني أهو بفتح النون أو ضمها، وتعيين المنسوب إليه أهو بلد، أو قبيلة، أو بطن، أو أب: روضات الجنات ج 6 ص 128 تحت رقم 572. (5) قال النجشاي (ره) في الفهرست بعد عنوان النعماني: " الكاتب النعماني المعروف بابن زينب شيخ من أصحابنا عظيم القدر، شريف المنزلة، صحيح العقيدة، كثير الحديث قدم بغداد، وخرج الى الشام ومات بها، له كتب منها كتاب الغيبة، كتاب الفرائض، كتاب ________________________________________