[ 11 ] نبذة من حياة المؤلف هو أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر الكاتب النعماني وكان من كبار محدثي الامامية في أوائل القرن الرابع، ويعرف بابن (أبي) زينب، كان مؤلفا جيد النظر حسن الاستنباط، وافر السهم في معرفة الرجال وأحاديثهم، قرء على ثقة الاسلام محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني - رحمه الله - وأخذ عنه معظم علمه، وصار كاتبا له واشتهر بذلك، وحاز عنده المزية العظمى والمحل الرفيع الاسمي، لازم مجالس إفاداته رائحا وغاديا، وورد مناهل علومه العذبة ناهلا، وصدر منها ريا سائغا، حتى برع في العلم لاسيما الحديث ودرايته، ومعرفة رجاله ورواته، وعرفان صحيحه من مفتعله ومستقيمه من مختله إلى أن صار ابن بجدته، وهو أحد الاعلام الذين سافروا في طلب العلم والاخذ عن المشايخ فتى وكهلا، على سماعه ليلا ونهارا، رحل إلى شيراز وأخذ بها عن العالم الجليل أبي القاسم موسى بن محمد الاشعري - ابن بنت سعد بن عبد الله - سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة (1)، ثم رحل إلى بغداد وسمع بها من جماعة كأحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة الكوفي الذي هو كوكب سماء الحديث، وشيخ العلم وحامل لوائه، ومحمد بن همام بن سهيل - وسمع منه سنة سبع وعشرين وثلاثمائة - (2)، وأبي علي أحمد بن محمد بن يعقوب بن عمار الكوفي، وسلامة بن محمد بن إسماعيل الارزني وغيرهم، كما نسرد في ذكر مشايخه أسماءهم، ثم رحل إلى بلاد الشام، فسمع بطبرية (3) - من أعمال الاردن - من محمد بن عبد الله بن المعمر الطبراني سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وأبي الحارث عبد الله بن عبد الملك بن سهل الطبراني (4) ودخل دمشق وسمع بها من محمد بن عثمان بن علان الدهني البغدادي (5)، ثم غادرها ________________________________________ (1) راجع ص 62 من الكتاب. (2) راجع ص 37 و 249 من الكتاب. (3) راجع ص 39 من الكتاب. (4) لعل سماعه منه ببغداد راجع ص 93 من الكتاب. (5) راجع ص 102 من الكتاب. ________________________________________