[ 10 ] في موضوعه أو نقلت رواياته، ومتى توقفت في كلمة مبهمة أو شئ من عباراته لعدم وضوحه أبقيته على حاله، وقلت في الهامش " كذا " إشارة إلى توقفي فيه، فوكلته إلى فهم القاري وعبقريته، وبذلت غاية الوسع في تصحيح أغلاطه وتقويم عوجه، وتفسير مجملة، وشرح غريبه، وبيان معضله، والتعريف بما رأيت ضرورة التعريف من أعلامه ورجالاته، وتعيين المشترك من رواته، وغير ذلك مما يرغب فيه من تجويد الكتاب وإتقانه، ليسهل للباحث ارتشاف مناهله، واقتطاف ثمار محاسنه، ولتذكى نار القرائح بعد خمودها، وتجري أنهار الافكار غب جمودها. فأحمد الله سبحانه لما نظر إلى نظر الرحمة وأسبل علي نشر هذه النعمة. وإني لاعتقد اعتقدا جازما أن بنشري هذا الكتاب في هذا الثوب الجديد قد قدمت لمحبي الائمة الاطهار عليهم السلام ومعتنقي كتب الاخبار خدمة جليلة قلما تدانيها خدمة، كما أني تحملت في سبيل إحيائه عناء لا يدانيه عناء، وما أنا بلائم نفسي في التأخير، ولا الزاري عليها في التفسير، إذ ما أرجأ الامر من أراد صحته واتقانه، وتجويده وإحكامه، وما أخر العمل من ناطه بوقته، ولا أخطأ الطريق من أتي البيت من بابه، فسبحان الذي أمرنا بالدعاء ليجيب، ونبهنا من الغفلة ويهيب، ويجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب. وفي الختام أعتذر إلى القاري الكريم مما فيه من خلل يراه، أو تعليق لا يرتضيه، فأنا كالمنكر لنفسه، المغلوب على حدسه، فالمأمول أن ينظر إليه بعين الاغضاء، ويسد خلله، ويصلح زلله، ويصفح عما فيه من قصور، ويسمح عما فيه من فطور، فقلما يخلوا إنسان من نسيان، وقلم من طغيان، والعصمة لله يخص بها من يشاء من عباده، وهم أنبياؤه ومن اجتباهم من حججه عليهم صلواته ورضوانه ورحمته، فنسأله الالهام والسداد، والتوفيق والرشاد. خادم العلم والدين على اكبر الغفاري 1397 ________________________________________