[ 416 ] هذا يا جداه بعد ان دعوت سائر الامة وخاطبتهم بعد قتل أمير المؤمنين الى ما دعاهم إليه هو وخاطبهم بعدك يا رسول الله جاريا على سنتك ومنهاجك وسنن امير المؤمنين ومنهاجه في الموعظة الحسنة والترفق والخطاب الجميل والتخويف بالله والتحذير من سخطه وعذابه والترغيب في رحمته ورضوانه وصفحه وغفرانه لمن وفى بما عاهد عليه الله ورغبتهم في نصرة الدين وموافقد الحق والوقوف بين امر الله ونهيه فرأيت انفسهم مريضة وقلوبهم نائبة فاسدة قد غلب الران عليها فجاؤوني يقولون ان معاية قد سير سراياه الى نحو الانبار والكوفة وشنت غاراته على المسلمين وقتل منهم من لم يقاتله وقتل النساء والاطفال فاعلمتهم انه لا وفاء لهم ولا نصر فيهم وانهم قد اسروا الدعوة واخلدوا الرفاهة واحبوا الدنيا وتناسوا الآخرة فقالوا معاذ الله يا ابن رسول الله ان نكون كما ذكرت فادع لنا الله بالسداد والرشاد فانفذت معهم رجالا وجيوشا وعرفتهم انهم يجيبون الى معاوية وينقضون عهدي وبيعتي ويبيعوني بالخطر اليسير ويقبلون منهم الرشى والتقليدات فزعموا انهم لا يفعلون فما مضى منهم احد الا فعل ما اخبرتهم به من اخذ رشى معاوية وتقليده ونفذ إليه عاديا فاقضى مخالفا فلما كثرت غارات معاوية في أطراف العراق جاؤوني فعاهدوني عهدا مجددا وبيعة مجددة وسرت معهم من الكوفة الى المدائن بشاطئ الدجلة فدس معاوية الى زيد بن سنان اخي جرير بن عبد الله مالا ورشاه اياه على قتلي فخرج الي ليلا وانا في فسطاط لي اصلي والناس نيام فرماني بحربة فاثبتها بجسدي فنبهت العسكر ورأوا الحربة تهتز في اعضائي وامرت بطلب زيد لعنه الله فخرج الى الشام هاربا الى معاوية فرجعت جريحا وخرجت عند قعود الامة عني الى المدينة الى حرمك يا جداه فلقيت من معاوية وسائر بني امية وعراتهم فاسال الله ان لا يضيع لي اجره ولا يحرمني ثوابه ثم دس معاوية الى جعدة ابنة محمد بن الاشعث بن قيس الكندي لعنهم الله فبذل لها مائة الف درهم وضمن لها اقطاع عشر قرى وانفذ إليها سما سمتني ________________________________________