[ 415 ] آخر الآية فقد مات والله جدي رسول الله وابي (عليهما السلام) وصاح الوسواس الخناس ودخل الشك في قلوب الناس ونعق ناعق الفتنة وخالفتهم السنة فيها لها من فتنة صماء بكماء عمياء لا يسمع لداعيها ولا يجاب مناديها ولا يخالف واليها ظهرت ظلمة النفاق وسيرت آيات اهل الشقاق وتكاملت جيوش اهل العراق المراق بين الشام والعراق هلموا رحمكم الله الى الاصباح والنور الوضاح والعالم الجحجاح الى النور الذي لا يطفى والحق الذي لا يخفى يا ايها الناس تيقظوا من رقدة الغفلة ومن برهة الوسنة وتكاثف الظلمة ومن نقصان الهمة فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة وتردى بالعظمة لئن قام لي منكم عصبة بقلوب صافية ونيات مخلصة لا يكون فيها شوب ولا نفاق ولا نية فراق لجاهدنا بالسيف قدما قدما ولاصفن من السيف جوانبها ومن الرماح اطرافها ومن الخيل سنابكها فتكلموا رحمكم الله فكانما الجموا بلجام الضمت ابن الصرد وبنو الجارود ثلاثة وعمرو بن الحمق الخزاعي وحجر بن عدي الكندي والطرماح ابن عطارد السعدي وهاني بن عروة السدوسي والمختار بن ابي عبيد الثقفي وشداد بن عباد الكاهلي، ومحمد بن عطارد الباهلي، وتمام العشرين من همدان، فقالوا لي: يا ابن رسول الله ما نملك غير انفسنا وسيوفنا وها نحن بين يديك لامرك طائعين وعن رأيك صادرين مرنا بما شئت فنطرت يمنة ويسرة فلم ار احدا غيرهم فقلت لهم لي اسوة بجدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين عبد الله سرا وهو يومئذ في تسعة وثلاثين رجلا فلما اكمل الله له اربعين صاروا في عدة فاظهر امر الله فلو كان معي عدتهم جاهدت في الله حق جهاده ثم رفعت رأسي نحو السماء وقلت: اللهم اني قد دعوت وانذرت وصوبت ونبهت فكانوا عن اجابة الداعي غافلين وعن نصرته قاعدين وعن طاعته مقصرين ولاعدائه ناصرين اللهم فانزل عليهم رجزك وباسك الذي لا يرد عن القوم الظالمين ونزلت عن المنبر وأمرت أوليائي واهل بيتي فشدوا رواحلكم وخرجت من الكوفة راحلا الى المدينة ________________________________________