[ 412 ] رسول الله فقمت ويدك اليمنى علي واليسرى على الفضل بن العباس معجلا لا تستقر قدماك على الارض حتى دخلت المسجد ولحقت ابا بكر قد قام مقامك في الصلاة فاخرجته وصليت بالناس فوالله لقد تكلم المنافقون بفضل ابي بكر حتى تقدم للصلاة بعهدك يا رسول الله فاحتججت عليهم لما اظهروا ذلك بعد وفاتك فلم ادع لهم فيها اعتلالا ولا مذهبا ولا حجة ينقلون بها وثنيت وقلت: ان زعمتم ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) من تقديم ابي بكر في الصلاة لانه افضل الامة عنده فلما خرجه عن فضل ندبه إليه وان زعمتم ان رسول الله امر بذلك وهو مثقل عن النهضة فلما وجد الحق فسارع فلم يسعه القعود فالحجة عليك في اسقاط ابي بكر وان زعمتم ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) اوقفه عن يمينه دون الصفوف فقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) وابو بكر امام المسلمين في تلك الصلاة فهذا لا يكون وان زعمتم انه اوقفه عن شماله فقد كان أبو بكر امام رسول الله لان الامام إذا صلى برجل واحد فمقامه عن يمينه لا عن شماله وان زعمتم انه اوقفه بينه وبين الصف الاول فقد كان رسول الله امام ابي بكر وابو بكر امام المسلمين وهذا الامر لا يكون ولا يقوم رجل واحد في الصلاة الا امام الصلاة وان زعمتم انه اقامه في الصف الاول فما فضله على جميع الصف الاول وان زعمتم ان رسول الله اقامه في الصف الاول مسمع فيه التكبير في الصلاة لانه كان في حال ضيقه من العلة لا يسمع ساير من في المسجد فقد كفرتم ابا بكر وحبطتم عمله لان الله عز وجل يقول يا ايها الذين آمنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون والله ما ذاك يا رسول الله الا انني لم اجد ناصرا من المسلمين على نصرة دين الله ولقد دعوتهم كما اخبرتكم الموفقة فاطمة انني حملتها وذريتها الى دور المهاجرين والانصار اذكرهم بايام الله وما اخذته عليهم يا رسول الله بامر الله من العهد والميثاق لي في اربعة مواطن وتسليمهم علي بامرة المؤمنين بعهدك فيعدوني النصرة ليلا ويقعدون عني نهارا حتى إذا جاءني ثقات ________________________________________