[ 413 ] اصحابك باكين استنهضوني ويقولون على انهم انصاري على اظهار دين الله امتحنتهم بحلق رؤوسهم واشهار سيوفهم على عواتقهم ومسيرهم إلى باب داري فتأخر جمعهم عني فما صح لي منهم إلا ثلاث نفر وآخر لم يتم حلق رأسه ولا اشهر سيفه وهم والله أحبابك وانجابك واصحابك وهم سلمان والمقداد وابو ذر وعمار الذي لم يتم حلق رأسه ولا أشهر سيفه ولا خرجت مكرها إلى سقيفة بني ساعدة أقاد إليها كما تقاد صعبة الابل فلم أر لي ولا ناصرا إلا الزبير بن العوام فانه شهر سيفه في أوساطهم وعض على نواجذه وقال والله لاغمدته أو تقطع يدي اما ترضون ان غصبتم عليا حقه ونقضتم عهده وعهد الله ومبايعتكم له حتى جئتم به يبايعكم فوثب عمر وخالد وتمام اربعين رجلا كلا يجتهد في اخذ السيف من يده وطرحوه الى الارض صريعا واخذوا السيف من يده فلما انتهوا بي الى عتيق وردت على مورد لم يسعني معه السكوت بعد ان كظمت غيظي وحفظت نفسي وربطت جاشئ وقلت للناس جميعا انما نا فريضة فرضها الله طاعتي ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) على الامة فإذا نقضوا عهد الله ورسوله وخالفتني الامة لم يكن علي ان ادعوهم الى طاعتي ثانية ومالي فيهم ناصر ولا معين وصبرت كما ادبني الله بما ادبك يا رسول الله في قوله جل من قائل (فاصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل) الآية وقوله: (واصبر وما صبرك الا بالله) وحق يا رسول الله تأويل هذه الآية التي انزلها في الامة من بعدك في قوله عز من قائل: (وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات أو قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين). قال المفضل: يا سيدي فما تأويل هذه الآية: (أفان مات أو قتل انقلبتم على اعقابكم) فان كثيرا من الناس يقولون ان الله لا يعلم بموت عبد ولا بقتل وبعضهم يقول: (افان مات محمدا أو قتل) بما يموت به العالم على ثبت. ________________________________________