[ 409 ] بابنتك يا رسول الله ما شكيته اليك وانت اعلم به ثم جاؤوا بي فاخرجوني من داري مكرها وثلبوني وكان من قصتي فيهم مثل قصة هارون مع بني اسرائيل وقولي كقوله لموسى (يا ابن ام ان الوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الاعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين) وقوله (يا ابن ام لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي اني خشيت ان تقول فرقت بين بني اسرائيل ولم ترقب قولي) فصبرت محتسبا راضيا وكانت الحجة عليهم في خلافي ونقض عهدي الذي عاهدتهم عليه يا رسول الله واحتملت ما لم يحتمل وصي من نبي من سائر الانبياء والاوصياء في الامم حتى قتلوني بضربة عبد الرحمن بن ملجم وكان الله الرقيب عليهم في نقضهم بيعتي وخروج طلحة والزبير بعائشة الى مكة يظهران الحج والعمرة وسيرهم بها ناقضين لبيعتي الى البصرة وخروجي إليهم وتخويفي اياهم بما جئت به يا رسول الله من كتاب الله ومقامهم على حربي وقتالي وصبري عليهم واعذاري وانذاري وهم يابون الا السيف فحاكمتهم الى الله بعد ان الزمتهم الحجة فنصرني الله عليهم بعد ان قتل اكابر المهاجرين والانصار والتابعين بالاحسان وهرقت دماء عشرين الف من المسلمين وقطعت سبعون كفا على زمام الجمل من سبعين رئيسا كلما قطعت كف قبض عليه آخر ثم لقيت من ابن هند معاوية بن صخر أدهى وأمر مما لقيت في غزواتك يا رسول الله بعدك من اصحاب الجمل على ان حرب الجمل كان اشنع الحرب التي لقيتها واهولها واعظمها فسرت من دار هجرتي الكوفة الى حرب معاوية ومعي سبعمائة من انصارك يا رسول الله واربعة من دونه في ديوانك ولها ستين الف رجل من اهل العراقين الكوفة والبصرة والخلاط الناس فكان بعون الله وعلمك يا رسول الله جهادي بهم وصبري عليهم حتى إذا وهنوا وتنازعوا وتفاشلوا مكر باصحابي ابن هند وشانئك الابتر عمرو ورفع المصاحب على الاسنة ونادى يا اخواننا من الاسلام ندعوكم إلى كتاب الله وإلى الحكومة ونصون دماءنا ودماءكم واصغى اهل الشبهات والشكوك والظنون ومن في قلبه مرض من أصحابي إلى ذلك وقالوا باجمعهم لا يحل لنا قتال من دعانا ________________________________________