[ 14 ] الله سبحانه، وبهم يثيب كما هو معروف ومشهور لدى الامامية لشهرته، ولشهرته أعرضنا عنه ولم نات على ذكره أو إيراده هنا، وعليه فالشيعة العلويون الذين يسكنون في سوريا في كل مدنه وقراه، وخصيصا في الساحل الغربي من القطر هم من أتباعه والملتزمين به وعلى طريقه لانه لم يخرج في اعتقادهم عن الشريعة الاسلامية السمحة ككل وعن مذهب الامام جعفر الصادق (عليه السلام) بخاصة، والشيخ أبو عبد الله شيخهم الروحي عاش في كنف الدولة الاسلامية الحمدانية الشيعية المؤمنة في القرن الرابع الهجري على وجه التحديد، وهذا الامير المؤمن سيف الدولة ابن حمدان أجمعت عليه كلمة المؤرخين على أنه هو الامير المشهور بعقيدته الصادقة وحب آل البيت (عليهم السلام)، والباحث لدى معاصريه من الشعراء والادباء والفلاسفة، والكتاب، والمؤرخين، وفي طليعتهم الشاعر أبي الطيب المتنبي الذي امتدح الامير في خيرة شعره وأدبه، لانه رأى فيه الامير العربي والمسلم الذي يمثل روح الاسلام والعروبة على حدود الرسوم، كما رأى المكزون في قومه الخصيبيين الروح نفسها، والصورة ذاتها، ومن هنا وجد الحسين بن حمدان غايته في هذا الامير المؤمن الصادق للشجرة الطيبة آل محمد (عليهم السلام)، كما انه في القرن الرابع الهجري هو الذي أعطى العروبة هذا البعد الصحيح وهذا الفكر الواضح، وتلك الرؤية الصادقة الصحيحة المتمثلة في شريعة الاسلام، وسيرة العترة الطاهرة، اعتقادا، وممارسة، وتطبيقا. ونعود إلى موضوع الهداية الكبرى، فهي من الوجهة التاريخية، تراثية إسلامية، ومن الوجهة العقائدية فهي إسلامية الاصول والفروع، تدور موضوعاتها عن المعصومين الاربعة عشر بدءا من الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) وابنته الزهراء البتول الطاهرة المعصومة (عليها السلام) والائمة الاثني عشر بدءا من علي المرتضى الى الامام الحجة صاحب العصر والزمان، وهي تتحدث على غرار وشاكلة الكتب الامامية المعتمدة عند الامامية كالبحار، وعيون المعجزات، وغيرها من الكتب كالحديث عن ________________________________________