[ 15 ] مناقب وفضائل ومعاجز الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، بشكل يكاد العقل ألا يصدق هذه المعجزات، ولكن الباحث الاسلامي والدارس الملتزم يرى صحة هذه المعاجز الخارقة أمرا صحيحا، ولكن المشكك لا يستبعد عنه أن يشك في أصل الشريعة الاسلامية، القرآن الكريم مثلا، فالمسالة مسالة إيمان وعقيدة، وسيرة عطرة، لا مسالة جدل عقيم، ونقاش حاد لا جدوى فيه ولا نفع، وأهل البيت (سلام الله عليهم) من تتبع سيرتهم، وتقصى أخبارهم لدى المؤالف والمخالف، والموالي وغير الموالي يجدهم ويرى في سيرتهم العطرة صفحة مشرقة ناصعة في جبين التاريخ والانسانية جميعا، كما انه يرى في ذكرهم وعملهم مثلا أعلى لغيرهم من عظماء التاريخ، وقادة الرأي، وجهابذة الفكر، وفلاسفة الحكمة، وحكماء الحقيقة، ويرى فيهم أيضا ثورة عارمة في الحياة والممات على الظالمين، والمستكبرين، والمنافقين، والغادرين، والتجار، والمروجين في كل عصر وزمان، ولذلك اتخذهم الناس جميعا مرجعا لهم في كل معضلاتهم أمورهم الثقافية، والعسكرية، والاقتصادية، والسياسية، والادبية، والعلمية، والاخلاقية، والسلوكية، وهذه الصفات الذاتية أمور مسلم بها وبديهية أيضا، إذن فلا غرر بعد هذا وذاك ألا تشكك في مضمون الهداية من معاجز خارقة لهم ومناقب رائعة، وفضائل عظيمة، لان شرف العلم بشرف المعلوم، وعليه أقول أن العبادات الخمس من صلاة، وزكاة، وصوم، وحج، وجهاد، تشرف غيرهم، بينما هذه العبادات تزداد بهم سموا، وعلوا، ومنزلة، ودرجة، وكذلك الخلافة، والامارة، والامامة ان صح التعبير، زينت غيرهم، ورفعت سواهم، بينما هم، أي آل البيت (سلام الله عليهم) لم تزدهم رفعة، ودرجة، ومنزلة، بل هي ازدانت بهم وارتفعت، وهذا ما قاله الامام أحمد بن حنبل في فضائلهم (عليهم السلام). إن الباحث الاجتماعي المنصف يرى هذا الاعتراف صحيحا دونما ________________________________________