[ 13 ] غيره من الصحابة، بينما غيره لا وزن له ولا قيمة الا بما يعمل ويمارس من سلوكية وسيرة حسنة، ولهذا وغيره اتخذ من جاء بعده وحتى الآن كعبة له ومنارة وملاذا في العلم، والفكر، والزهد، والحكمة، والورع، والشجاعة، والجرأة، والاقدام، والجود والسخاء، والبذل، والعطاء، والايثار، والفداء، والتضحية، وغيرها من الصفات الذاتية التي كان يتسم بها بغض النظر عن هويات الاشخاص، والعباقرة، والمفكرين والجهابذة، وقادة الرأي، ولذلك يرى المكزون، كما يرى غيره من معاصريه كالشريف الرضي في مقدمة النهج يجمع جميع المتناقضات في شخصيته الانسانية، والاسلامية، والعربية، وعلى هذا الرأي جميع أهل التحقيق، والفضل، والعلم، والنقل. ولذلك يرى المكزون على أن آل الخصيبي من لم يسلك ما سلكوه أو يعتقد ما اعتقدوه فلا قيمة له ولا وزن، لانه يعرف هؤلاء على نهج أهل البيت وهديهم، وذهب على أن الذين لم يسلكوا يؤمنوا أو يعتقدوا بهم لم يقبل الله منهم عملا، ولم يفلحوا أو ينجحوا. وهو في صورة هذه يعبر تعبيرا إسلاميا محضا ويشير دائما الى اخلاصه لهم، والتزامه بهم لانه يرى في بني طريقته التي هي في رأيه زبدة فكر آل محمد (صلوات الله وسلامه عليهم)، ويرى المكزون ان العبادات من جميع النواحي تبقى صورية وشكلية ان لم يهجر، أو يكف، أو يرتدع عن المحارم، والمنكرات، والخبائث، والفواحش تمشيا مع روح الشريعة الاسلامية السمحة قائلا: لم أقض في حبكم حجي ولا تفثي * ان لم أرح هاجرا للفسق والرفث وعليه فالخصيبيون في نظره هم خاصة العترة الطاهرة، ويرى ان أتباعه، أي أتباع الحسين بن حمدان الخصيبي، إماميون مؤمنون بامامة الائمة من علي المرتضى (عليه السلام) إلى الحجة (عليه السلام) صاحب العصر والزمان، ويرون أنه لا معنى لعمل شرعي أخروي أو دنيوي ما لم يكن مضمونه ومحتواه مشروطا بولاية الائمة والايمان بهم، وعلى انهم بهم يحاسب ________________________________________