[ 363 ] امنن علينا فاشترنا وأعتقنا، فقال مصقلة: اقسم بالله لا تصدقن عليهم إن الله يجزى المتصدقين 1 فبلغ قوله معقلا فقال: والله لو أنى أعلم أنه قالها توجعا لهم ووجدا وإزراءا عليكم 2 لضربت عنقه ولو كان في ذلك فناء بنى تميم وبكر بن وائل. ثم إن مصقلة بعث ذهل بن الحارث الذهلى 3 إلى معقل فقال: بعنى نصارى - بنى ناجية فقال: نعم أبيعكهم بألف ألف درهم [ فأبى عليه، فلم يزل يراوده حتى باعه أياهم بخمسمائة ألف درهم 4 ] ودفعهم إليه وقال له: عجل بالمال إلى أمير المؤمنين، فقال مصقلة: أنا باعث الآن بصدر 5 منه ثم أبعث بصدر آخر ثم ________________________________________ " بقية الحاشية من الصفحة الماضية " وكل من ذل واستكان وخضع فقد عنى " وفى المصباح المنير: " عنى عنوا من باب قعد خضع وذل والاسم العناء بالفتح والمد فهو عان، وعنى من باب تعب إذا نشب في الاسار فهو عان والجمع عناة ". (*) ________________________________________ 1 - قال الله تعالى في سورة يوسف " آية 88): " فلما دخلوا عليه قالوا: يا أيها الغزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا ان الله يجزى المتصدقين ". 2 - في شرح النهج والبحار: " ازراءا على " وفى الكامل: " توجعا عليهم وازراءا علينا ". 3 - لم نظفر بترجمة الرجل في مظانها نعم ذكره الطبري في تاريخه كذكر المصنف (ره) اياه وزاد في مورد كلاما يدل على أنه كان من معاريف بنى ذهل وهو قوله ضمن ذكره وقائع سنة 76: " قال: ثم مضوا فمروا بمسجد بنى ذهل فلقوا ذهل بن الحارث وكان يصلى في مسجد قومه فيطيل الصلوة فصادفوه منصرفا إلى منزله فشدوا عليه ليقتلوه فقال: اللهم انى أشكو اليك هؤلاء وظلمهم وجهلهم، اللهم انى عنهم ضعيف فانتصر لى منهم، فضربوه حتى قتلوه " (انظر قصة دخول شبيب الخازجى الكوفة، ج 7 من الطبعة الاولى بمصر، ص 233). 4 - ما بين المعقوفتين في شرح النهج والبحار فقط. 5 - في الصحاح والقاموس وغيرهما: " الصدر الطائفة من الشئ " وفى محيط المحيط للبستاني: " الصدر الطائفة من الشئ تقول: أخذت صدرا منه أي طائفة " وفى مجمع البحرين للطريحي: " الصدر طائفة من الشئ ومنه حديث المكاتب: يعتق منه ما أدى صدرا، فإذا أدى صدرا فليس لهم أن يردوه في الرق ". ________________________________________