[ 364 ] كذلك حتى لا يبقى منه شئ إن شاء الله. قال: وأقبل معقل إلى علي عليه السلام فأخبره بما كان منه في ذلك 1 فقال له علي عليه السلام: أحسنت وأصبت ووفقت. قال: وانتظر علي عليه السلام مصقلة أن يبعث إليه بالمال فأبطأ به فبلغ عليا عليه السلام أن مصقلة خلى سبيل الاسارى ولم يسألهم أن يعينوه في فكاك أنفسهم بشئ. فقال: ما أرى مصقلة إلا قد حمل حمالة 2 لا أراكم إلا سترونه عن قريب مبلدحا 3 ثم كتب إليه: أما بعد، فإن من أعظم الخيانة خيانة الامة وأعظم الغش على أهل المصر غش الامام، وعندك من حق المسلمين خمسمائة ألف [ درهم 4 ] فابعث إلى بها حين يأتيك رسولي وإلا فأقبل إلي حين تنظر في كتابي فإنى قد تقدمت إلى رسولي ألا يدعك ساعة واحدة تقيم بعد قدومه عليك إلا أن تبعث بالمال، والسلام. قال: وكان الرسول أبا حرة الحنفي 5 فقال له أبو حرة: إن تبعث بهذا المال وإلا فاشخص معي إلى أمير المؤمنين، فلما قرأ كتابه أقبل حتى نزل البصرة، وكان العمال يحملون المال من كور البصرة إلى ابن عباس فيكون ابن عباس هو الذى ________________________________________ 1 - كذا في الطبري أيضا لكن في شرح النهج والبحار: " بما كان من الامر ". 2 - في الطبري: " ما أظن مصقلة الا قد تحمل حمالة ألا أراكم سترونه عن قريب ملبدا " فقال الفيومى: " حمل بدين ودية حمالة بالفتح والجمع حمالات فهو حميل به وحامل أيضا " وفى النهاية: " وفيه: لا تحل المسألة الا لثلاثة، رجل تحمل حمالة، الحمالة بالفتح ما يتحمله الانسان عن غيره من دية أو غرامة مثل أن تقع حرب بين فريقين تسفك فيها الدماء فيدخل بينهم رجل يتحمل ديات القتلى ليصلح ذات البين، والتحمل أن يحملها عنهم على نفسه " وفى مجمع البحرين مثله. 3 - قال المجلسي (ره) في ثامن البحار بعد نقل الوقعة ضمن توضيح له لبعض الكلمات (ص 618، س 37): " قال الفيروز ابادى: بلدح ضرب بنفسه الارض، و وعد ولم ينجز العدة " وأما على نقل الطبري فملبد من ألبد بمعنى أقام ". 4 - في شرح النهج والبحار فقط. 5 - في الطبري: " وكان الرسول أبو جرة الحنفي " ولم نظفر بشرح حاله. ________________________________________