[16] في العقائد الالهية والفروع الفقهية - الموافقة لاهل السنة كما سيأتي في هذا الكتاب ؟ ولبعض علماء الشيعة في هذا المقام تأويل خداع، لا بد من ذكره وتفنيده قال: ان تشبيه أهل البيت بالسفينة في هذا الحديث يقتضي أن لا يكون حب جميع أهل البيت واتباعهم ضروريا في النجاة والفلاح، فان من يستقر في زاوية واحدة من السفينة ينجو من الغرق بلا ريب، بل ان التنقل من مكان إلى مكان في السفينة ليس أمرا مألوفا. فالشيعة لتمسكهم ببعض أهل البيت ناجون، ولا يرد عليهم طعن أهل السنة في ذلك. أما الجواب عن هذا الكلام فيكون على نحوين. الاول بطريق النقض: فالامامية في هذه الصورة يجب أن لا يعتبروا الزيدية والكيسانية والناووسية والفطحية منحرفين، بل هم مهتدون، لان كلا منهم قد استقر في زاوية من هذه السفينة الكبيرة، ويكفي الاستقرار في زاوية واحدة منها للنجاة من الغرق، بل يبطل على هذا النص على الائمة الاثني عشر أيضا، لان كل زاوية من السفينة كافية في الانجاء من أمواج البحر، والامام هو من يوجب اتباعه النجاة في الاخرة. فبهذا يبطل مذهب الاثني عشرية بل طوائف الامامية بأسرها. وإذا ادعى الزيدية ما ادعاه الاثنا عشرية أجيبوا بنفس الجواب، فلا يصح لاية فرقة من فرق الشيعة التقيد بمذهب معين لها، ولازم ذلك اعتبار جميع المذاهب على صواب، في حين أن التناقض قائم بين هذه المذاهب، وان اعتبار كلا الجانبين المتناقضين حقا يؤدي إلى اجتماع النقيضين في غير الاجتهاديات وهو مستحيل قطعا. والثاني بطريق الحل: فان الاستقرار في زاوية من زوايا السفينة، انما ________________________________________