[17] يضمن النجاة من الغرق في البحر بشرط أن لا تثقب زاوية منها، فإذا اقترن الجلوس في زاوية مع اثقاب الاخرى فان ذلك سوف يؤدي إلى الغرق حتما. وما من فرقة من فرق الشيعة الا وهي مستقرة في زاوية وهي تثقب الزاوية أو الزوايا الاخرى. أجل، فان أهل السنة مهما تنقلوا في الزوايا المختلفة من السفينة، فان سفينتهم عامرة، لانهم لا يثقبون منها زواية أصلا، حتى يتسرب الموج من ذلك الجانب ويؤدي بهم إلى الغرق. والحمد لله. وبهذا يتم لاهل السنة الزام النواصب في انكارهم لهذين الحديثين (حديث الثقلين وحديث السفينة) حيث ناقشوا في صحتهما بالدليل العقلي، فقالوا: ان مفاد هذين الحديثين هو التكليف بالممتنع عقلا، وهو محال بالبداهة، ذلك: لانه إذا وجب التمسك بأهل البيت جميعهم - مع ما هم عليه من الاختلاف في الاصول والفروع - كان مستلزما للتكليف بالجمع بين النقيضين. وهو محال. وإذا وجب التمسك ببعض أهل البيت فاما أن يكون البعض معينا أو لا، فعلى الاول يلزم الترجيح بلا مرجح، خصوصا مع وجود الاختلاف بين القائلين بذلك، في تأكيد النص لصالحهم. وعلى الثاني: يلزم تجويز العقائد المختلفة والشرائع المتفاوتة في الدين الواحد من الشارع، في حين ان قوله تعالى: (ولكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) صريح في خلاف ذلك. مضافا إلى استحالته بضرورة الدين. ولا تستطيع أية فرقة من فرق الشيعة أن تخدش في دليل هؤلاء النواصب الاشقياء الا عن طريق مذهب أهل السنة). ________________________________________