[12] وهل يتصور منه الا تعيين الفرقة الناجية ؟ وفعلا... عين الفرقة الناجية.. عينها بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: " انما مثل اهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجا، ومن تخلف عنها غرق ". فالفرقة الناجية من الامة هي الراكبة في سفينة اهل البيت. فمن الراكب في هذه السفينة ؟ هل الذين قتلوا اهل البيت وأهانوهم وأعرضوا عن أقوالهم، أو الذين اخذوا عنهم معالم الدين، وتابعوهم في الاصول والفروع، وتفانوا من اجلهم وضحوا في سبيلهم ؟ لم يتمكن اهل السنة - الا الشاذ النادر منهم - من انكار اصل حديث السفينة وصدوره من النبي الكريم... كما لارواج لمناقشة بعضهم في دلالته في سوق الاعتبار عند اهل النظر... ولاجل ما ذكرنا... عمد بعضهم كابن حجر المكي و عبد العزيز الدهلوي إلى دعوى أن اهل السنة هم الشيعة لاهل البيت، ولكنها دعوى تضحك الثكلى كما لا يخفى. هذا، ولو لا ثبوت هذا الحديث ودلالته الواضحة على حكم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه بالنجاة على الفرقة التي تتمسك بأهل البيت عليهم السلام، وبالهلاك على كل فرقة تخالفهم في الاصول والفروع... لما كان ذاك الاهتمام البالغ من سيدنا أبي ذر رضي الله عنه - هذا الشيعي المتفاني في سبيل أمير المؤمنين عليه السلام، الذي يدور الحق معه حيثما دار ولا يفترقان - بنشر هذا الحديث، واذاعته بين المسلمين، واعلامه بسماعه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم آخذا بباب الكعبة، معرفا بنفسه الى الناس، رافعا عقيرته قائلا: " ايها الناس، ________________________________________