[343] فقال علي لقوم معه من بني هاشم: ان أطيع فيكم قومكم فلن بؤمرو كم أبدا، وتلقاه العباس فقال له: عدلت عنا ! قال له: وما أعلمك ؟ قال قرن بي عثمان ثم قال: ان رضى رجلان رجلا ورجلا ورجلا فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف، فلو كان الاخران معى ما نفعاني، فقال العباس: لم أدفعك في شئ الا رجعت الي متأخرا بما أكره. أشرت عليك عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الامر فأبيت. وأشرت عليك بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تعاجل الامر فأبيت. وأشرت عليك حين سماك عمر في الشورى أن لا تدخل معهم فأبيت، فاحفظ عنى واحدة: كلما عرض عليك القوم فأمسك إلى أن يولوك وأحذر هذا الرهط فانهم لا يبرحون يدفعوننا عن هذا الامر حتى يقوم لنا فيه غيرنا. فلما مات عمر واخرجت جنازته تصدى علي وعثمان أيهما يصلى عليه فقال عبد الرحمن: كلا كما يحب الامر ! لستما من هذا في شئ ! هذا صهيب استخلفه عمر يصلى بالناس ثلاثا حتى يجتمع الناس على امام، فصلى عليه صهيب فلما دفن عمر جمع المقداد بن الاسود أهل الشورى في بيت عائشة باذنها وهم خمسة معهم ابن عمر وطلحة غائب وأمروا أبا فروة فحجبهم، وجاء عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة فجلسا بالباب فحصبهما سعد وأقامهما وقال: تريدان أن تقولا حضرنا وكنا في الشورى. فتنافس القوم في الامر وكثر بينهما الكلام كل يرى انه أحق بالامر، فقال أبو طلحة، لا تتدافعوا فاني أخاف أن تناقضوها، لا والذي ذهب بنفس محمد لا أزيد كم على الايام الثلاثة التي أمر بها عمر وأجلس في بيتي، فقال عبد الرحمن. أيكم تخرج منها نفسه ويتقلدها على أن وليها أفضلكم ؟ فلم يجبه أحد، قال: فأنا أتخلع منها، قال عثمان: أنا أول من رضى فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: عبد الرحمن أمين في السماء امين في الارض، فقال القوم: ________________________________________