[56] الروم قد نزل بمأرب (1) في مائة ألف من الروم، ومائة ألف من المستعربة. وفي كتاب أبان بن عثمان: بلغهم كثرة عدد الكفار من العرب والعجم من لخم وحذام وبلي وقضاعة (2) وانحاز المشركون إلى أرض يقال لها: المشارف، و إنما سميت السيوف المشرفية لانها طبعت لسليمان بن داود بها، فأقاموا بمعان يومين، فقالوا: نبعث إلى رسول الله صلى الله عليه واله فنخبره بكثرة عدونا حتى يري في ذلك رأيه، فقال عبد الله بن رواحة: يا هؤلاء إنا والله ما نقاتل الناس بكثرة، وإنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فقالوا: صدقت، فتهيأوا وهم ثلاثة آلاف حتى لقوا (3) جموع الروم بقرية من قرى البلقاء يقال لها: شرف ثم انحاز المسلمون إلى مؤنة قرية فوق الاحساء. وعن أنس بن مالك قال: نعى النبي صلى الله عليه واله جعفرا وزيد بن حارثة وابن رواحة، نعاهم قبل أن يجئ خبرهم وعيناه تذرفان. رواه البخاري في الصحيح. قال أبان: وحدثني الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام قال: اصيب يومئذ جعفر وبه خمسون جراحة: خمس وعشرون منها في وجهه. قال عبد الله بن جعفر: أنا أحفظ حين دخل رسول الله صلى الله عليه واله على امي فنعى لها أبي: فأنظر إليه وهو يمسح على رأسي ورأس أخي وعيناه تهراقان الدموع حتى تقطر (4) لحيته، ثم قال: " اللهم إن جعفرا قد قدم إليك إلى أحسن الثواب فاخلفه في ذريته بأحسن ما خلفت أحدا من عبادك في ذريته " ثم قال: " يا أسماء ________________________________________ (1) قال ياقوت: المأرب، بلاد الازد باليمن. (2) لخم: بطن عظيم ينتسب إلى لخم واسمه مالك بن عدى بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان. من القحطانية. وحذام مصحف وصحيحه جذام كما في المصدر المطبوع جديدا، وهم بطن من كهلان من القحطانية، وهم بنو جذام بن عدى بن الحارث. وبلى بفتح الباء وسكون اللام: بطن من قضاعة من القحطانية تنتسب إلى بلى بن عمرو بن الحافى بن قضاعة. وقضاعة: شعب عظيم ينتسب إلى قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير أو إلى قضاعة بن معد بن عدنان على اختلاف فيهم انهم من حمير، أو من العدنانية. (3) في المصدر: حتى بلغوا. (4) في المصدر: حتى تقطرت لحيته. ________________________________________