[383] فأووا إلى غار في جبل فبينما هم فيه انحطت صخرة فأطبقت عليهم فقال بعضهم لبعض: انظروا أفضل أعمال عملتموها فاسألوه بها لعله يفرج عنكم. قال أحدهم: اللهم إنه كان لي والدان كبيران وكانت لي امرأة وأولاد صغار فكنت أرعى عليهم، فإذا أرحت عليهم غنمي بدأت بوالدي فسقيتهما فلم أت حتى نام أبواي فطيبت الاناء ثم حلبت ثم قمت بحلابي عند رأس أبوى والصبية يتضاغون عند رجلي أكره أن أبدأ بهم قبل أبوى وأكره أن اوقظهما من نومهما فلم أزل كذلك حتى أضاء الفجر اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فرجة نرى منها السماء ففرج له فرجة فرأى منها السماء. وقال الآخر: اللهم إنه كان لي بنت عم فأحببتها حبا كانت أعز الناس إلي فسألتها نفسها فقالت: لا حتى تأتيني بمائة دينار، فسعيت حتى جمعت مائة دينار فأتيتها بها فلما كنت بين رجليها قالت: اتق الله ولا تفتح الخاتم إلا بحقه، فقمت عنها اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فيها فرجة ففرج الله لهم فيها فرجة. وقال الثالث: اللهم إني كنت استأجرت أجيرا بفرق ذرة، فلما قضى عمله عرضت عليه فأبى أن يأخذها ورغب عنه فلم أزل اعتمل به حتى جمعت منه بقرا ورعاءها فجاءني، وقال اتق الله وأعطني حقي ولا تظلمني فقلت له: اذهب إلى تلك البقر ورعاتها فخذها، فذهب واستاقها اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما بقي منها ففرج الله عنهم فخرجوا يتماشون (1). 38 - ع: أبي، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي العباس، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن قوما أصابوا ذنوبا فخافوا منها وأشفقوا فجاءهم قوم آخرون فقالوا لهم: مالكم ؟ فقالوا: إنا أصبنا ذنوبا فخفنا منها وأشفقنا فقالوا لهم: نحن نحملها عنكم، فقال الله تبارك وتعالى: يخافون وتجترؤن علي ؟ فأنزل الله عليهم العذاب. ________________________________________ (1) أمالي الطوسي ج 2 ص 10، وقد مر الاشارة إلى الحديث قبل ذلك. (2) علل الشرايع ج 2 ص 209. ________________________________________