[60] أو منه عليه السلام زاده للبيان والتفسير، وهذه الزيادة مذكورة في سورة الزخرف حيث قال: " نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات " (1) فيحتمل أن تكون الزيادة للاشارة إلى الايتين. قيل: ورفع بعضهم درجات بأن فضله على غيره من وجوه متعددة، وبمراتب متباعدة، وهو محمد صلى الله عليه وآله، فانه خص بالدعوة العامة، والحجج المتكاثرة والمعجزات المستمرة، والايات المترتبة المتعاقبة بتعاقب الدهر، و الفضائل العلمية والعملية الفائتة للحصر والابهام، لتفخيم شأنه كأنه العلم المتعين لهذا الوصف المستغني عن التعيين، وقيل: إبراهيم خصصه بالخلة التي هي أعلى المراتب، وقيل: إدريس لقوله تعالى " ورفعناه مكانا عليا " (2) وقيل: اولوا العزم من الرسل وبعد ذلك " وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعدما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد ". " وقال " أي في سورة أسرى " ولقد فضلنا " الخ (3) قال البيضاوي: أي بالفضائل النفسانية والتبرى عن العلائق الجسمانية لا بكثرة الاموال والاتباع حتى داود، فان شرفه بما اوحي إليه من الكتاب لا بما اوتي من الملك، وقيل: هو إشارة إلى تفضيل رسول الله صلى الله عليه وآله وقوله " وآتينا داود زبورا " تنبيه على وجه تفضيله، وهو أنه خاتم الانبياء، وامته خير الامم، المدلول عليه بما كتب في الزبور، من " أن الارض يرثها عبادي الصالحون " (4). " وقال " أي في سورة أسرى أيضا قيل: هو عطف على " ثم ذكر " لا على قوله " فقال " لعدم اختصاص ما يذكر بعده بالاولياء، بل هو في مطلق المؤمنين " كيف فضلنا " قيل أي في الرزق، وفي المجمع بأن جعلنا بعضهم أغنياء، وبعضهم فقراء وبعضهم موالي، وبعضهم عبيدا، وبعضهم أصحاء، وبعضهم مرضى، على حسب ________________________________________ (1) الزخرف: 32. (2) مريم: 57. (3) أسرى: 55، راجع البيضاوى: 239. (4) الانبياء: 105. ________________________________________