[61] ما علمناه من المصالح " وللاخرة أكبر درجات " أي درجاتها ومراتبها أعلى وأفضل فينبغي أن تكون رغبتهم فيها وسعيهم لها أكثر (1). " وقال " أي في آل عمران " هم درجات عند الله " قيل: شبهوا بالدرجات لما بينهم من التفاوت في الثواب والعقاب، أو هم ذو درجات، فقال " والله بصير بما يعملون " (2). " وقال " أي في هود " ويؤت كل ذي فضل " أي في دينه " فضله " (3) أي جزاء فضله في الدنيا والاخرة، ويدل على عدم تفضيل المفضول " وقال " أي في التوبة " وهاجروا " أي إلى الرسول صلى الله عليه وآله وفارقوا الاوطان وتركوا الاقارب والجيران، وطلبوا مرضاة الرحمان " وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم " بصرفها و أنفسهم ببذلها " أعظم درجة عند الله " أي أعلا رتبة وأكثر كرامة ممن لم يستجمع هذه الصفات، أو من أهل السقاية والعمارة عندكم إذ قبلها " أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين ". (4) " وقال " أي في سورة النساء وقبل الاية " لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما " (5) قال البيضاوي: نصب على المصدر لان فضل بمعنى آجر، أو المفعول الثاني له لتضمنه معنى الاعطاء، كأنه قال: وأعطاهم زيادة على القاعدين أجرا عظيما " درجات منه ومغفرة ورحمة " كل واحد منها بدل من أجرا، ويجوز أن ينتصب درجات على المصدر كقولك ضربته أسواطا، وأجرا على الحال عنها تقدمت عليها، لانها نكرة، ومغفرة ورحمة على المصدر باضمار ________________________________________ (1) راجع مجمع البيان ج 6 ص 407، والاية في أسرى: 21. (2 - 4) الايات في آل عمران: 163، هود: 3. براءة: 19 و 20، كما مر سابقا. (5) النساء: 95. ________________________________________