[58] فقلت له: جعلت فداك وما علمك بذلك، قال: علمي بمكاني كعلمي بمكانك، قلت: وأين مكاني أصلحك الله ؟ فقال: لقد بعدت الشقة بيني وبينك أموت بالمشرق وتموت بالمغرب، فجهدت الجهد كله وأطمعته في الخلافة فأبى. الحسن بن علي الوشاء قال: دعاني سيدي الرضا عليه السلام بمرو، فقال: يا حسن مات علي بن أبي حمزة البطائني في هذا اليوم وادخل في قبره الساعة، ودخلا عليه ملكا القبر فساءلاه من ربك ؟ فقال: الله، ثم قالا: من نبيك ؟ فقال: محمد فقالا: من وليك ؟ فقال: علي بن أبي طالب، قالا: ثم من ؟ قال: الحسن، قالا: ثم من ؟ قال: الحسين، قالا: ثم من ؟ قال: علي بن الحسين، قالا: ثم من ؟ قال: محمد بن علي، قالا: ثم من ؟ قال: جعفر بن محمد، قالا: ثم من ؟ قال: موسى بن جعفر، قالا: ثم من ؟ فلجلج، فزجراه وقالا: ثم من ؟ فسكت، فقالا له: أفموسى بن جعفر أمرك بهذا، ثم ضرباه بمقعمة من نار فألهبا عليه قبره إلى يوم القيامة، قال: فخرجت من عند سيدي فورخت ذلك اليوم فما مضت الايام حتى وردت كتب الكوفيين بموت البطائني في ذلك اليوم وأنه ادخل قبره في تلك الساعة. وفي الروضة: قال عبد الله بن إبراهيم الغفاري: في خبر طويل أنه ألح علي غريم لي وآذاني فلما مضى عني مررت من وجهي إلى صريا (1) ليكلمه أبو الحسن عليه السلام في أمري فدخلت عليه فإذا المائدة بين يديه فقال لي: كل فأكلت فلما رفعت المائدة أقبل يحادثني ثم قال: ارفع ما تحت ذاك المصلى فإذا هي ثلاثمائة دينار وتزيد، فإذا فيها دينار مكتوب عليه ثابت فيه: لا إله إلا الله محمد رسول الله وعلي أهل بيته من جانب، وفي الجانب الآخر: إنا لم ننسك فخذ هذه الدنانير فاقض بها دينك، وأنفق ما بقي على عيالك (2). ________________________________________ (1) هي قرية أسسها موسى بن جعفر عليه السلام على ثلاثة أميال من المدينة. راجع مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 382. (2) المصدر ص 338. ________________________________________