[16] فقال عمر: قد وهبت لله ولك يا أبا الحسن ما يخصني وسائر ما لم يوهب لك، فقال أمير المؤمنين عليه السلام اللهم اشهد على ما قالوه وعلى عتقي إياهم، فرغب جماعة من قريش في أن يستنكحوا النساء، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: هن لا يكرهن على ذلك ولكن يخيرن ما اخترنه عمل به، فأشار جماعة إلى شهر بانويه بنت كسرى فخيرت وخوطبت من وراء الحجاب والجمع حضور فقيل لها: من تختارين من خطابك ؟ وهل أنت ممن تريدين بعلا ؟ فسكتت فقال أمير المؤمنين قد أرادت وبقي الاختيار، فقال عمر: وما علمك بإرادتها البعل ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا أتته كريمة قوم لا ولي لها - وقد خطبت - يأمر أن يقال لها: أنت راضية بالبعل ؟ فإن استحيت وسكتت جعل إذنها صماتها وأمر بتزويجها، وإن قالت: لا لم يكرهها على ما تختاره، وإن شهر بانويه اريت الخطاب فأومأت بيدها واختارت الحسين بن علي عليهما السلام، فاعيد القول عليها في التخيير فأشارت بيدها، وقالت: هذا إن كنت مخيرة، وجعلت أمير المؤمنين عليه السلام وليها، وتكلم حذيفة بالخطبة، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ما اسمك ؟ فقالت: شاه زنان بنت كسرى، قال أمير المؤمنين عليه السلام: أنت شهر بانويه واختك مرواريد بنت كسرى قالت: آريه. قال المبرد: كان اسم ام علي بن الحسين عليهما السلام سلافة من ولد يزدجرد معروفة النسب من خيرات النساء، وقيل: خولة، ولقبه عليه السلام: ذو الثفنات والخالص، والزاهد، والخاشع، والبكاء، والمتهجد، والرهباني، وزين العابدين وسيد العابدين، والسجاد، وكنيته: أبو محمد، وأبو الحسن، بابه: يحيى بن أم الطويل المدفون بواسط، قتله الحجاج لعنه الله (1). ________________________________________ (1) الكامل للمبرد ج 2 ص 93 طبع محمد على صبيح بمصر سنة 1347 ه. (*) ________________________________________