[13] من هذا ؟ فقالوا: ضامن البلد وهو مجوسي، فقلت عسى أن يكون عنده فرج، فحدثته حديثي وما جرى لي مع الشيخ، (1) فصاح بخادم له فخرج، فقال: قل لسيدتك: تلبس ثيابها، فدخل فخرجت امرأة ومعها جوار، فقال لها: اذهبي مع هذه المرأة إلى المسجد الفلاني واحملي بناتها إلى الدار. فجاءت معي وحملت البنات، وقد أفرد لنا دارا في داره، وأدخلنا الحمام، وكسانا ثيابا فاخرة، وجائنا بألوان الاطعمة، وبتنا بأطيب ليلة، فلما كان نصف الليل رأى شيخ البلد المسلم في منامه كأن القيامة قد قامت واللواء على رأس محمد صلى الله عليه وآله وإذا قصر من الزمرد الاخضر فقال: لمن هذا ؟ فقيل (له): لرجل مسلم موحد، فتقدم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأعرض عنه، فقال: يا رسول الله تعرض (2) عني وأنا رجل مسلم ؟ فقال له أقم البينة عندي أنك مسلم ! فتحير الرجل، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: نسيت ما قلت للعلوية ؟ وهذا القصر للشيخ الذي هي في داره، فانتبه الرجل وهو يلطم ويبكي، وبعث غلمانه في البلد وخرج بنفسه يدور على العلوية، فاخبر أنها في دار المجوسي، فجاء إليه فقال: أين العلوية ؟ قال: عندي، قال: اريدها، قال: ما إلى (3) هذا سبيل: قال: هذه ألف دينار وسلمهن إلي، قال: لا والله ولا مائة ألف دينار، فلما ألح عليه قال له: المنام الذي رأيته أنت رأيته أنا أيضا، والقصر الذي رأيته لي خلق، (4) وأنت تدل علي بإسلامك، والله ما نمت ولا أحد في داري إلا وقد أسلمنا كلنا على يد العلوية، وعاد من بركاتها علينا، ورأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وقال لي: القصر لك ولاهلك بما فعلت مع العلوية، وأنتم من أهل الجنة، خلقكم الله مؤمنين في العدم (5). ________________________________________ (1) في المصدر: وما جرى معى ومع الشيخ. (2) في المصدر: لم تعرض ؟. (3) في المصدر وفى غير (ك) من النسخ: مالى إلى هذا. (4) في المصدر: والقصر الذى رأيته انت رأيته لى خلق. (5) في المصدر: في القدم. ________________________________________