[14] ونقل أيضا في كتابه عن أبي الدنيا أن رجلا رأى رسول الله صلى الله عليه وآله في منامه وهو يقول: امض إلى فلان المجوسي وقل له: قد اجيبت الدعوة، فامتنع الرجل من أداء الرسالة لئلا يظن المجوسي أنه يتعرض له، وكان الرجل في الدنيا واسعة، فرأى رسول الله صلى الله عليه وآله ثانيا وثالثا، فأصبح فأتى المجوسي وقال له في خلوة من الناس: أنا رسول رسول الله إليك وهو يقول لك: قد اجبت (1) الدعوة، فقال له: أتعرفني ؟ فقال: نعم، فقال: إني انكر دين الاسلام ونبوة محمد صلى الله عليه وآله فقال: أنا أعرف هذا وهو الذي أرسلني إليك مرة ومرة ومرة، فقال: أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله ودعا أهله وأصحابه وقال لهم: كنت على ضلال وقد رجعت إلى الحق فأسلموا، فمن أسلم فما في يده له، ومن أبى فلينزع عما لي عنده فأسلم القوم وأهله، وكانت إبنته مزوجة من ابنه، ففرق بينهما، ثم قال لي: أتدري ما الدعوة ؟ (2) فقلت: لا والله وأنا اريد أن أسألك عنها الساعة، فقال: لما زوجت ابنتي صنعت طعاما ودعوت الناس فأجابوا، وكان إلى جانبنا قوم أشراف فقراء لا مال لهم، فأمرت غلماني أن يبسطوا لي حصيرا في وسط الدار، فسمعت صبية تقول لامها: يا اماه قد آذانا هذا المجوسي برائحة طعامه، فأرسلت إليهن بطعام كثير وكسوة ودنانير للجميع، فلما نظروا إلى ذلك قالت الصبية للباقيات: والله ما نأكل حتى ندعو له، فرفعن أيديهن و قلن: حشرك الله مع جدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وأمن بعضهن، فتلك الدعوة التي اجيبت. ونقل ابن الجوزي أيضا في كتابه عن جده أبي الفرج بإسناده إلى ابن الخضيب قال: كنت كاتبا للسيدة ام المتوكل، فبينا أنا في الديوان إذا بخادم صغير قد خرج من عندها ومعه كيس فيه ألف دينار، فقال: السيدة تقول لك: فرق هذا في أهل الاستحقاق فهو من أطيب مالي، واكتب أسماء الذين تفرقه فيهم حتى إذا جاءني ________________________________________ (1) في المصدر: قد اجيبت. (2) أي الدعوة التى بشر رسول الله صلى الله عليه وآله بانها قد اجيبت. ________________________________________