‹ صفحة 38 › بالأهواز مقيم ، فرحب به وأجلسه إلى جانبه ، فأخبره بما قال له علي عليه السلام ، وإنه ليكلمه إذ جاءه كتاب من علي فيه : بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله أمير المؤمنين ، علي إلى زياد بن عبيد : سلام عليك ، أما بعد ، فإني قد بعثت أعين بن ضبيعة ليفرق قومه عن ابن الحضرمي ، فارقب ما يكون منه ، فإن فعل وبلغ من ذلك ما يظن به ، وكان في ذلك تفريق تلك الأوباش ، فهو ما نحب ، وإن ترامت الأمور بالقوم إلى الشقاق والعصيان ، فانهد بمن أطاعك إلى من عصاك فجاهدهم ، فإن ظفرت فهو ما ظننت ، وإلا فطاولهم وماطلهم ، فكأن كتائب المسلمين قد أظلت عليك ، فقتل الله الظالمين المفسدين ، ونصر المؤمنين المحقين والسلام . ( 1 ) فلما قرأه زياد ، أقرأه أعين بن ضبيعة فقال له : إني لأرجو أن تكفي هذا الأمر إن شاء الله . ثم خرج من عنده فأتى رحله ، فجمع إليه رجالا من قومه ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا قوم على ما ذا تقتلون أنفسكم ، وتهريقون دماءكم على الباطل مع السفهاء والأشرار ؟ وإني والله ما جئتكم حتى عبأت إليكم الجنود ، فإن تنيبوا إلى الحق نقبل منكم ، ونكف عنكم ، وإن أبيتم فهو والله استيصالكم وبواركم . فقالوا : بل نسمع ونطيع فقال : انهضوا اليوم على بركة الله ، فنهض بهم على جماعة ابن الحضرمي ، فخرجوا إليه فصافوه ، وواقفهم عامة يومه يناشدهم الله ويقول : يا قوم لا تنكثوا بيعتكم ، ولا تخالفوا إمامكم ، ولا تجعلوا على أنفسكم سبيلا ، فقد رأيتم وجربتم كيف صنع الله بكم عند نكثكم بيعتكم وخلافكم . فكفوا عنه ، وهم في ذلك يشتمونه . _____________________________________________ ( 1 )قريبا منه رواه السيد الرضي رفع الله مقامه في المختار : ( 4 ) من الباب الثاني من نهج البلاغة .