‹ صفحة 28 › وقال ابن ميثم : " لأيا " مصدر ، والعامل محذوف . وما مصدرية في موضع الفاعل ، والتقدير : فلأي لأيا نجاؤه ، أي : عسر وأبطأ . وقوله : " بلأي " أي : مقرونا بلأي ، أي : شدة بعد شدة . وقال الكيدري : " ما " زائدة . وتقدير الكلام فنجا لأيا ، أي : صاحب لأي ، أي : في حال كونه صاحب جهد ومشقة متلبسة بمثلها ، أي : نجا في حال تضاعف الشدائد . وقال الراوندي : نصب " لأيا " على الظرف . وتفيد ما الزائدة في الكلام إبهاما ، أي : بعد شدة وإبطاء ونجا . قوله عليه السلام : " قتال المحلين " أي : البغاة . قال الجوهري : أحل ، أي : خرج إلى الحل ، أو من ميثاق كان عليه ، ومنه قول زهير : [ جعلنا القنان عن يمين وحزنه ] * وكم بالقنان من محل ومحرم وقال أسلمه ، أي : خذله . قوله عليه السلام : " ولا مقرا للضيم " أي : راضيا بالظلم ، صابرا عليه . والسلس : السهل ، اللين المنقاد . " ولا وطئ الظهر " أي : متهيئا للركوب . ومقتعد البعير : راكبه . والصليب : الشديد . 904 - أقول : روى ابن أبي الحديد من كتاب الغارات لإبراهيم بن محمد الثقفي ، كما رأيته في أصل كتابه ، روى بإسناده عن جندب الأزدي ، عن أبيه قال : أول غارة كانت بالعراق ، غارة الضحاك بن قيس ، بعد الحكمين ، وقبل قتال النهروان ، وذلك أن معاوية لما بلغه أن عليا عليه السلام بعد واقعة _________________________________________ 904 - رواه إبراهيم الثقفي رحمه الله في الحديث : ( 152 ) وما بعده من كتاب الغارات : ج 1 ، ص 416 وما يليها من ط 1 . وراه عنه ابن أبي الحديث في شرحه على المختار : ( 29 ) من نهج البلاغة : ج 1 ص 354 . الطبعة الحديثة بيروت .