‹ صفحة 27 › قوله عليه السلام : " شيئا كلا ولا " : قال ابن أبي الحديد : أي شيئا قليلا كلا شئ . وموضع " كلا ولا " . نصب لأنه صفة " شيئا " ، وهي كلمة يقال لما يستقصر جدا . والمعروف عند أهل اللغة " كلا وذا " ، قال ابن هاني المغربي : وأسرع في العين من لحظة * وأقصر في السمع من لا وذا وفي شعر الكميت : كلا وكذا [ تغميضة ثم هجتم * لدى حين أن كانوا إلى النوم أفقرا ] وقد رويت في نهج البلاغة كذلك ، إلا أن في أكثر النسخ " كلا ولا " ، ومن الناس من يرويها " كلا ولات " ، وهي حرف أجري مجرى " ليس " ، ولا يجئ إلا مع حين ، إلا أن يحذف في شعر . ومن الرواة من يرويها " كلا ولأي " . ولأى . فعل معناه : أبطأ . وقال ابن ميثم : قوله عليه السلام " كلا ولا " ، تشبيه بالقليل السريع الفناء ، وذلك لأن " لا ولا " لفظان قصيران قليلان في المسموع ، واستشهد بقول ابن هاني . أقول : ويحتمل أن يكون المعنى شيئا كلا شئ ، وليس بلا شئ ، أو يكون العطف للتأكيد . والموقف هنا مصدر . والمشرفية بالفتح : سيوف نسبت إلى مشارف ، وهي قرى من أرض العرب . وفي النهاية : الجرض بالتحريك : أن تبلغ الروح الحلق . والإنسان جريض . وفي الصحاح : الجرض بالتحريك : الريق يغص به ، يقال : جرض بريقه : ابتلع ريقه على هم وحزن بالجهد . والجريض : الغصة . ومات فلان جريضا أي مغموما . وقال : خنقه وأخنقه وخنقه ، وموضعه من العنق ، مخنق . يقال : بلغ منه المخنق ، وأخذت بمخنقه وخناقة أي : حلقه .