‹ صفحة 20 › [ ألا ] وإنكم ستعرضون بعدي على سبي والبراءة مني ، فمن سبني فهو في حل من سبي ، ولا يتبرأ مني ، فإن ديني الإسلام . ( 1 ) وعن أبي عبد الرحمن السلمي ، أن الناس تلاقوا وتلاوموا ، ومشت الشيعة بعضها إلى بعض ، ولقي أشراف الناس بعضهم بعضا ، فدخلوا على علي عليه السلام ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ، اختر منا رجلا ، ثم ابعث معه إلى هذا الرجل جندا ، حتى يكفيك أمره ، ومرنا بأمرك فيما سوى ذلك ، فإنك لن ترى منا شيئا تكرهه ما صحبتنا . قال : فإني قد بعثت رجلا إلى هذا الرجل ، لا يرجع أبدا حتى يقتل أحدهما صاحبه ، أو ينفيه ، ولكن استقيموا لي فيما آمركم به ، وأدعوكم إليه من غزو الشام وأهله . فقام إليه سعيد بن قيس الهمداني ، فقال : يا أمير المؤمنين ، والله لو أمرتنا بالمسير إلى قسطنطينية ، رومية ، مشاة ، حفاة ، على غير عطاء ولا قوة ، ما خالفتك أنا ولا رجل من قومي . قال : فصدقتم جزاكم الله خيرا . ثم قام زياد بن حفصة ، ووعلة بن مخدوع [ و ] قالا : نحن شيعتك يا أمير المؤمنين ، التي لا تعصيك ، ولا تخالفك . فقال : أجل أنتم كذلك . فتجهزوا إلى غزو الشام . فقال الناس : سمعا وطاعة . فدعا [ أمير المؤمنين ] معقل بن قيس الرياحي ، وسرحه في حشر الناس من السواد إلى الكوفة ، [ فخرج معقل لانفاذ أمره عليه السلام ، وامتثل ما أمره ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( 1 ) وقريبا منه رواه البلاذري ، مسندا في الحديث : ( 77 ) من ترجمة أمير المؤمنين من أنساب الأشراف : ج 1 ، ص 219 ، وفي ط 1 ، ج 2 ص 119 . ورواه أيضا السيد الرضي رحمه الله في المختارة : ( 55 ) من كتاب نهج البلاغة . وللحديث مصادر أخر يجدها الباحث في المختار : ( 365 ) وما بعده من كتاب نهج السعادة : ج 2 ص 695 وما يليها .