‹ صفحة 19 › بإصبعيه على راحته وهو يقول : ما هي إلا الكوفة أقبضها وأبسطها [ ثم أنشد ] : لعمر أبيك الخير يا عمرو أنني * على وضر من ذا الإناء قليل ومن حديث بعضهم : إنه قال : إن لم تكوني إلا أنت تهب أعاصيرك ، فقبحك الله . ثم قال : أيها الناس ! ألا إن بسرا قد أطلع اليمن وهذا عبيد الله بن العباس ، وسعيد بن نمران ، قدما علي هاربين ، ولا أرى هؤلاء إلا ظاهرين عليكم ، لاجتماعهم على باطلهم ، وتفرقكم عن حقكم ، وطاعتهم لإمامهم ، ومعصيتكم لإمامكم ، وأداءهم الأمانة إلى صاحبهم ، وخيانتكم إياي ، وليت فلانا فخان وغدر ، واحتمل فئ المسلمين إلى مكة ، ووليت فلانا فخان وغدر ، وفعل مثلها ، فصرت لا أئتمنكم لي علاقة سوط . وإن ندبتكم إلى السير إلى عدوكم في الصيف ، قلتم أمهلنا ينسلخ الحر عنا ، وإن ندبتكم في الشتاء ، قلتم أمهلنا ينسلخ القر عنا . اللهم إني قد مللتهم وملوني ، وسئمتهم وسئموني ، فأبدلني بهم من هو خير لي منهم ، وأبدلهم بي من هو شر لهم مني . اللهم أمث قلوبهم ميث الملح في الماء . ( 1 ) وعن عبد الله بن الحارث بن سليمان عن أبيه قال : قال علي عليه السلام : لا أرى هؤلاء القوم إلا ظاهرين عليكم بتفرقكم عن حقكم ، واجتماعهم على باطلهم ، فإذا كان عليكم إمام يعدل في الرعية ، ويقسم بالسوية ، فاسمعوا له وأطيعوا ، فإن الناس لا يصلحهم إلا إمام بر أو فاجر . فإن كان برا فللراعي والرعية ، وإن كان فاجرا عبد المؤمن ربه فيها ، وعمل فيها الفاجر إلى اجله .