‹ صفحة 18 › أن يصنعوا ، إلا أن يبايعوا للحسن بن علي ، قوموا فبايعوا . ثم اجتمعت عليه شيعة علي فبايعوا . وخرج منها ودخل المدينة ، وقد اصطلحوا على أبي هريرة يصلي بالناس ، فلما بلغهم مجئ جارية ، توارى أبو هريرة . فجاء جارية وصعد المنبر ، وحمد الله وأثنى عليه ، وذكر رسول الله صلى الله عليه وآله فصلى عليه ، ثم قال : أيها الناس ! إن عليا عليه السلام يوم ولد ويوم توفاه الله ، ويوم يبعث حيا ، كان عبدا من عباد الله الصالحين ، عاش بقدر ، ومات بأجل . فلا يهنأ الشامتون ، هلك سيد المسلمين ، وأفضل المهاجرين ، وابن عم النبي صلى الله عليه وآله . أما والذي لا إله إلا هو ، لو أعلم الشامت منكم ، لتقربت إلى الله عز وجل بسفك دمه ، وتعجيله إلى النار ، قوموا فبايعوا الحسن بن علي . فقام الناس فبايعوا . وأقام يومه ذلك ، ثم غدا منها منصرفا إلى الكوفة ، وغدا أبو هريرة يصلي بالناس ، ورجع بسر فأخذ على طريق السماوة حتى أتى الشام . قال : وأقبل جارية ، حتى دخل على الحسن بن علي عليه السلام ، فضرب على يده فبايعه وعزاه . وقال : ما يجلسك ؟ سر يرحمك الله إلى عدوك قبل أن يسار إليك . فقال : لو كان الناس كلهم مثلك ، سرت بهم . وعن القاسم بن الوليد ، أن عبيد الله بن العباس ، وسعيد بن نمران ، قدما على علي عليه السلام ، وكان عبيد الله عامله على صنعاء ، وسعيد عامله على الجند ، خرجا هاربين من بسر ، وأصاب [ بسر ] ابني عبيد الله ، لم يدركا الحنث ، فقتلهما . قال : وكان أمير المؤمنين يجلس كل يوم في موضع من المسجد الأعظم ، يسبح به بعد الغداة إلى طلوع الشمس ، فلما طلعت ، نهض إلى المنبر ، فضرب __________________________________________ ( 1 ) وقريبا منه جدا ، رواه الشريف الرضي رحمه الله في المختار : ( 24 ) من كتاب نهج البلاغة .