‹ صفحة 14 › قال إبراهيم : ومن حديث الكوفيين عن نمير بن وعلة عن أبي الوداك قال : قدم زرارة بن قيس فخبر عليا عليه السلام بالقدمة التي خرج فيها بسر ، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ، أيها الناس ! إن أول فرقتكم ، وبدء نقصكم ، ذهاب أولي النهى وأهل الرأي منكم ، الذين كانوا يلقون فيصدقون ، ويقولون فيعدلون ، ويدعون فيجيبون ، وأنا والله قد دعوتكم عودا وبدءا وسرا وجهارا وفي الليل والنهار ، والغدو والآصال ، فما يزيدكم دعائي إلا فرارا وإدبارا . أما تنفعكم العظة والدعاء إلى الهدى والحكمة ؟ ! وإني لعالم بما يصلحكم ويقيم أودكم ، ولكني والله لا أصلحكم بفساد نفسي ، ولكن أمهلوني قليلا ، فكأنكم والله بامرئ قد جاءكم ، يحرمكم ويعذبكم ، فيعذبه الله كما يعذبكم . إن من ذل المسلمين وهلاك الدين ، أن ابن أبي سفيان يدعو الأراذل والأشرار فيجاب ، وأدعوكم وأنتم الأفضلون الأخيار ، وتدافعون ، ما هذا بفعل المتقين . ( 1 ) إن بسر بن أبي أرطاة وجه إلى الحجاز ، وما بسر لعنه الله ؟ ! لينتدب إليه منكم عصابة حتى تردوه عن سننه ، فإنما خرج في ستمائة أو يزيدون . قال فأسكت القوم مليا لا ينطقون . فقال : ما لكم مخرسون لا تكلمون ؟ . فذكر عن الحارث بن حصيرة ، عن مسافر بن عفيف ، قال : قام أبو بردة ابن عوف الأزدي ، فقال : إن سرت يا أمير المؤمنين ، سرنا معك ! ! فقال : اللهم ما لكم ( 1 ) وقريبا منه جدا رواه أيضا البلاذري في الحديث ( 498 ) من تجرمة أمير المؤمنين من أنساب الأشراف : ج 2 ، ص 458 ط 1 . ورواه أيضا الشيخ المفيد رحمه الله ، في الفصل ( 40 ) مما اختار من كلام أمير المؤمنين في كتاب الارشاد ، ص 145 ، ط النجف .