‹ صفحة 15 › ما سددتم لمقال الرشد [ أ ] في مثل هذا ينبغي لي أن أخرج ؟ ! إنما يخرج في مثل هذا ، رجل ممن ترضون من فرسانكم وشجعانكم ، ولا ينبغي لي أن أدع الجند والمصر وبيت المال وجباية الأرض والقضاء بين المسلمين والنظر في حقوق الناس ، ثم أخرج في كتيبة أتبع أخرى في فلوات وشغف الجبال ، هذا والله الرأي السوء . والله لولا رجائي الشهادة عند لقائهم ، لو قد حم لي لقاؤهم ، لقربت ركابي ، ثم لشخصت عنكم ، فلا أطلبكم ما اختلف جنوب وشمال ، فوالله إن فراقكم لراحة للنفس والبدن . ( 1 ) فقام إليه جارية بن قدامة السعدي رحمه الله ، فقال : يا أمير المؤمنين ، لا أعدمنا الله نفسك ، ولا أرانا فراقك ، أنا لهؤلاء القوم ، فسرحني إليهم . قال : فتجهز فإنك ما علمت ميمون النقيبة . وقام إليه وهب بن مسعود الخثعمي فقال : أنا أنتدب إليهم يا أمير المؤمنين ، قال : فانتدب بارك الله فيك . فنزل [ عليه السلام عن المنبر ] ودعا جارية فأمره أن يسير إلى البصرة . فخرج منها في ألفين ، وندب مع الخثعمي من الكوفة ألفين [ و ] قال لهما : أخرجا في طلب بسر حتى تلحقاه ، [ و ] أينما لحقتماه فناجزاه ، فإذا التقيتما ، فجارية على الناس . فخرجا في طلب بسر ، والتقيا بأرض الحجاز ، فذهبا في طلب بسر . وعن الحارث بن حصيرة ، عن عبد الرحمن بن عبيد قال : لما بلغ عليا عليه السلام دخول بسر الحجاز ، وقتله ابني عبيد الله بن العباس ، وقتل عبد الله بن عبد المدان ومالك بن عبد الله ، بعثني بكتاب في إثر جارية بن قدامة ، قبل أن يبلغه أن بسرا ظهر على صنعاء وأخرج عبيد الله منها وابن نمران ، فخرجت بالكتاب حتى لحقت بجارية ففضه فإذا فيه : ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( 1 ) ورواه الشريف الرضي رحمه الله ، مع زيادة جيدة في المختار ( 119 ) من نهج البلاغة .