‹ صفحة 13 › مظلوما . لم يعرض لهم . وإن قالوا كان مستوجبا للقتل . قال : ضعوا السلاح فيهم . فلم يزل على ذلك حتى دخل صنعاء . فهرب منه عبيد الله بن العباس ، وكان واليا لعلي عليه السلام عليها ، واستخلف عمر بن أراكة فأخذه بسر ، فضرب عنقه . وأخذ ابني عبيد الله فذبحهما على درج صنعاء ، وذبح في آثارهما مائة شيخ من أبناء فارس . وذلك ، أن الغلامين كانا في منزل أم النعمان بنت بزرج ، امرأة من الأبناء . وبإسناده عن الكلبي ولوط بن يحيى ، أن ابن قيس قدم على علي عليه السلام فأخبره بخروج بسر ، فندب [ علي عليه السلام ] الناس فتثاقلوا عنه ، فقال : أتريدون أن أخرج بنفسي في كتيبة تتبع كتيبة في الفيافي والجبال ؟ ذهب والله منكم أولو النهى والفضل ، الذين كانوا يدعون فيجيبون ، ويؤمرون فيطيعون ، لقد هممت أن أخرج عنكم ، فلا أطلب بنصركم ما اختلف الجديدان . فقام جارية بن قدامة فقال : أنا أكفيكهم يا أمير المؤمنين ، فقال [ له أمير المؤمنين عليه السلام ] أنت لعمري لميمون النقيبة ، حسن النية ، صالح العشيرة . وندب معه ألفين ، وقال بعضهم : ألفا وأمره أن يأتي بالبصرة ويضم إليه مثلهم . فشخص جارية ، وخرج معه [ علي عليه السلام ] يشيعه ، فلما ودعه قال : اتق الله الذي إليه تصير ، ولا تحتقر مسلما ولا معاهدا ، ولا تغصبن مالا ولا ولدا ولا دابة ، وإن حفيت وترجلت ، وصل الصلاة لوقتها . فقدم جارية البصرة ، وضم إليه مثل الذي معه ، ثم أخذ طريق الحجاز حتى قدم اليمن . ولم يغصب أحدا ، ولم يقتل أحدا إلا قوما ارتدوا باليمن ، فقتلهم وحرقهم ، وسأل عن طريق بسر ، فقالوا : أخذ على بلاد بني تميم ، فقال : أخذ في ديار قوم يمنعون أنفسهم . فانصرف جارية فأقام بحرس .