‹ صفحة 11 › سيرته وفظاظته وظلمه وغشمه . وأصاب بنو تميم ثقلا من ثقله في بلادهم . فلما رجع بسر إلى معاوية قال : أحمد الله يا أمير المؤمنين ، أني سرت في هذا الجيش أقتل عدوك ذاهبا وجائيا ، لم ينكب رجل منهم نكبة . فقال معاوية : الله فعل ذلك لا أنت . وكان الذي قتل بسر في وجهه ذلك ، ثلاثين ألفا ، وحرق قوما بالنار . قال ودعا علي عليه السلام على بسر فقال : اللهم إن بسرا باع دينه بالدنيا ، وانتهك محارمك ، وكانت طاعة مخلوق فاجر ، آثر عنده من طاعتك ، اللهم فلا تمته حتى تسلبه عقله ، ولا توجب له رحمتك ، ولا ساعة من النهار . اللهم العن بسرا وعمرا ومعاوية ، وليحل عليهم غضبك ، ولتنزل بهم نقمتك ، وليصبهم بأسك ورجزك الذي لا ترده عن القوم المجرمين . فلم يلبث بسر بعد ذلك إلا يسيرا ، حتى وسوس وذهب عقله . وكان يهذي بالسيف ويقول : أعطوني سيفا أقتل به . لا يزال يردد ذلك حتى اتخذ له سيفا من خشب ، وكانوا يدنون منه المرفقة ، فلا يزال يضربها حتى يغشى عليه ، فلبث كذلك إلى أن مات . بيان : [ قال ابن الأثير ] في [ مادة " نخب من " ] النهاية : فيه " بئس العون على الدين قلب نخيب ، وبطن رغيب " . النخيب : الجبان الذي لا فؤاد له . وقيل : الفاسد العقل . قوله عليه السلام : " لا يعقب له حكم " تضمين لقوله تعالى : ( لا معقب لحكمه ) . وقال البيضاوي : أي لا راد له . وحقيقته الذي يعقب الشئ بالإبطال .