‹ صفحة 10 › فسار بسر حتى أتى المدينة ، وصعد المنبر وهددهم وأوعدهم ، وبعد الشفاعة أخذ منهم البيعة لمعاوية ، وجعل عليها أبا هريرة ، وأحرق دورا كثيرة . وخرج إلى مكة ، فلما قرب منها هرب قثم بن العباس عامل علي عليه السلام عليها ، ودخلها بسر فشتم أهل مكة وأنبهم ، ثم خرج عنها واستعمل عليها شيبة بن عثمان ، وأخذ فيها سليمان وداود ابني عبيد الله بن العباس فذبحهما ، وقتل فيما بين مكة والمدينة رجالا وأخذ أموالا . ثم خرج من مكة وكان يسير ويفسد في البلاد ، حتى أتى صنعاء ، وهرب منها عبيد الله وسعيد ، فدخلها وقتل فيها ناسا كثيرا ، وكان هكذا يفسد في البلاد . فندب علي عليه السلام أصحابه لبعث سرية في أثر بسر فتثاقلوا ، وأجابه جارية بن قدامة ، فبعثه في ألفين ، فشخص إلى البصرة ، ثم أخذ طريق الحجاز حتى قدم يمن ، وسأل عن بسر فقيل : أخذ على بلاد بني تميم ، فقال : أخذ في ديار قوم يمنعون أنفسهم . وبلغ بسرا مسير جارية فانحدر إلى اليمامة ، وأغذ جارية السير ، ما يلتفت إلى مدينة مر بها ، ولا أهل حصن ، ولا يعرج على شئ ، إلا أن يرمل بعض أصحابه من الزاد ، فيأمر أصحابه بمواساته . أو يسقط بعير رجل ، أو تحفى دابته ، فيأمر أصحابه بأن يعقبوه ، حتى انتهى إلى أرض اليمن ، فهربت شيعة عثمان ، حتى لحقوا بالجبال ، وأتبعهم شيعة علي عليه السلام ، وتداعت عليهم من كل جانب ، وأصابوا منهم . ومر [ جارية ] نحو بسر ، وبسر يفر من جهة إلى جهة ، حتى أخرجه من أعمال علي عليه السلام كلها . فلما فعل ذلك به ، أقام جارية بحرس نحوا من شهر ، حتى استراح وأراح أصحابه . ووثب الناس ببسر في طريقه لما انصرف من بين يدي جارية ، لسوء