[614] فرط إليه منه قول أي سبق. والعلل الامراض المعنوية أي أسباب المعاصي ودواعيها. قوله عليه السلام " ويؤتى على أيديهم " قال ابن أبي الحديد: هذا مثل قولك يؤخذ على أيديهم أي يؤدبون ويمنعون يقال: خذ على يد هذا السفيه وقد حجر الحاكم على فلان وأخذ على يده. وقال ابن ميثم كناية عن كونهم غير معصومين بل هم ممن يؤتون من قبل العمد والخطأ وتأتي على أيديهم أوامر الولاة والمؤاخذات فيما يقع منهم من عمد أو خطأ انتهى. وأقول: [إن الفعل في قوله: " يؤتى "] في بعض النسخ بصيغة الخطاب، وفي بعضها بصيغة الغيبة فعلى الاول يحتمل أن يكون الغرض بيان احتياجه إليهم وتضرره من ناحيتهم أي تهلك بسبب ما يجري على أيديهم عمدا أو خطأ من قولهم: أتى عليه الدهر أي أهلكه. وقولهم: أتي من جهة كذا إذا أتاه الضرر من تلك الجهة. وعلى الثاني الظرف قائم مقام الفاعل أي يهلك الحاكم والولاة أيديهم كناية عن منعهم عن التصرفات ومؤاخذتهم بما عملته أيديهم فيرجع إلى بعض ما مر ويمكن أن يكون القائم مقام الفاعل الضمير الراجع إلى الوالي بقرينة المقام فيؤول إلى ما أفادته النسخة الاخرى. أو المعنى إنهم ربما صدر منهم بعض القبائح بإضلال غيرهم فكأنه جرى فعل المضل بأيديهم فهم مستحقون للصفح عنهم. [قوله عليه السلام:] " وقد استكفاك " الضمير المرفوع راجع إلى الله أو إلى الموصول في " من ولاك " أي طلب منك كفاية أمورهم وامتحنك بهم. ونصب النفس لحرب الله كناية عن مبارزته [إياه] بالمعاصي. قوله عليه السلام: " لا يدي لك " قال ابن أبي الحديد: اللام مقحمة والمراد ________________________________________