[614] وجدوا في إطفاء نور الله والله متم نوره ولو كره الكافرون (1). ثم حرض عليهم وقال: إن هؤلاء لا يزولون عن موقفهم هذا دون طعن دراك تطير منه القلوب وضرب تفلق الهام وتطيح منه الانوف والعظام ويسقط منه المعاصم وحتى تقرع جباههم بعمد الحديد وتنشر حواجبهم على صدورهم والاذقان والنحور. أين أهل الدين وطلاب الاجر. [قال:] فثارت عليه عصابة نحو أربعة آلاف فدعا محمد بن الحنفية [و] قال: يا بني امش نحو هذه الرابة مشيا وئيدا على هينتك حتى إذا أشرعت في صدورهم الاسنة فأمسك حتى يأتيك رأيي ففعل. وأعد علي مثلهم فلما دنا محمد وأشرع الرماح في صدورهم أمر علي الذين كان أعدهم أن يحملوا معه فشدوا عليهم ونهض محمد ومن معه في وجوههم فأزالوهم عن مواقفهم وقتلوا عامتهم (2). بيان: لصرر الرأس كأنه جمع صرة على الاستعارة، فشبه خرايط الدماغ وأوعية الرأس بالصرة التي تجعل فيها الدراهم. وقال الجوهري: الشراسيف: مقاط الاضلاع وهي أطرافها التي تشرف على البطن ويقال: الشرسوف: غضروف معلق بكل ضلع مثل غضروف الكتف. وقال: الموتور الذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه. وقال: الجحجاح: السيد، والجمع: الجحاجح، وجمع الجحاجح: جحاجحة. قوله: ودر المردى الحال [كذا]. ________________________________________ (1) وقريب منه ومن التالي تقدم برواية نصر بن مزاحم، ورواه أيضا مع التالي بسندين الطبري في تاريخ الامم والملوك: ج 1، ص 3325، وفي ط الحديث ببيروت: ج 5 ص 45. (2) وهذا رواه أيضا المسعودي في قصة صفين من كتاب مروج الذهب: ج 2 ص 398 ط مصر. ________________________________________