[613] طلبت الشام حسبك يا بن هند * من السوآت والرأي الزهيد ولن أعطاكها ما ازددت عزا * ومالك في استزادك من مزيد فلم تكسر بهذا الرأي عودا * سوى ما كان لا بل رق عود (1) فقال معاوية: والله لقد علمت ما أردت بهذا. قال عمرو: وما أردت به قال عيبك رأيي في خلافك ومعصيتك والعجب لك تفيل رأيي وتعظم عليا وقد فضحك. فقال: أما تفييلي رأيك فقد كان وأما إعظامي عليا فإنك بإعظامه أشد معرفة مني ولكنك تطويه وأنشره وأما فضيحتي فلن يفتضح رجل بارز عليا فإن شئت أن تبلوها أنت منه فافعل فسكت معاوية وفشا أمرهما في أهل الشام. قال أبان قال سليم ومر علي عليه السلام بجماعة من أهل الشام فيهم الوليد بن عقبة بن أبي معيط وهم يشتمونه فأخبر بذلك فوقف فيمن يليهم من أصحابه وقال لهم: انهضوا إليهم وعليكم السكينة وسيماء الصالحين ووقار الاسلام أقربنا من الجهل بالله (2) والجرأة عليه والاغترار لقوم رئيسهم معاوية وابن النابغة وأبو الاعور السلمي وابن أبي معيط شارب الخمر والمجلود الجد في الاسلام والطريد مروان وهم هؤلاء يقربون ويشتمون وقبل اليوم ما قاتلوني وشتموني وأنا إذ ذاك أدعوهم إلى الاسلام وهم يدعوني إلى عبادة الاوثان فالحمد لله على ما عاداني الفاسقون إن هذا لخطب جليل أن فساقا منافقين كانوا عندنا غير مؤتمنين وعلى الاسلام منحرفين [متخوفين " خ ل "] خدعوا شطر هذه الامة وأشربوا قلوبهم حب الفتنة واستمالوا أهوائهم إلى الباطل فقد نصبوا لنا الحرب ________________________________________ (1) كذا في أصلي، والابيات رواها نصر بن مزاحم في أواسط الجزء (7) من كتاب صفين ص 472 ط مصر، ورواها عنه ابن أبي الحديد باختلاف في بعض الكلمات في شرح المختار: (17) من الباب الثاني من نهج البلاغة: ج 3 ص 424 ط القديم وفي ط الحديث ببيروت: ج 4 ص 556 وفيهما: " ودر الامرين لك الشهود ". (2) كذا في الاصل، وفي كتاب صفين وتاريخ الطبري: " فوالله لاقرب قوم من الجهل بالله عزوجل قوم قائدهم ومؤدبهم معاوية وابن النابغة... ". ________________________________________