[ 151 ] فأستتبت من نكث فيهم بيعتي، فلم يرجع عما اصر عليه، فقتل الله تعالى من قتل منهم الناكث، وولى الدبر الى مصيرهم بشقائهم، فكانت المرأة عليها اشأم من ناقة الحجر، فخذلوا وأدبروا دبرا، فقطعت بهم الاسباب فلما حل بهم ما قدروا سألوني العفو، فقبلت منهم القول وغمدت عنهم السيف، واجريت الحق والسنة بينهم، واستعملت عبد الله بن العباس عليهم) (1). فقام إليه رجل منهم، وقال: نظن خيرا، ونراك قد ظفرت وقدرت، فأن عاقبت فقد اجترمنا ذلك، وان عفوت [ فأنت محل العفو، والعفو أحب الى الله عزوجل، والينا ] (2). فقال عليه السلام: (قد عفوت عنكم، فإياكم والفتنة فأنها اشد من القتل، فأنكم اول الرعية لنكث البيعة، وشق عصا هذه الامة) (3). ________________________________________ (1) لم تردك تكملة الخطبة في الارشاد أو في بحار الانوار. (2) في الارشاد: وإن عفوت فالعفو أحب الى الله. (3) قال الواقدي: ولما فرغ امير المؤمنين عليه السلام من أهل الجمل جاءه قوم من فتيان قريش يسألونه الامان وأن يقبل منهم البيعة، فأستشفعوا إليه بعبدالله بن عباس، فشفعه وأمرهم في الدخول عليه، فلما مثلوا بين يديه قال لهم: (ويلكم يا معشر قريش علام تقاتلونني ! على أن حكمت فيكم بغير عدل ! أو قسمت بينكم بغير سوية ! أو استأثرت عليكم ! أو تبعدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو لقلة بلاء في الاسلام !). فقالوا: يا امير المؤمنين نحن إخوة يوسف عليه السلام فأعف عنا، واستغفر لنا، فنظ ر الى أحدهم فقال له: (من انت ؟). قال: أنا مساحق بن مخرمة معترف بالزلة، مقر بالخطيئة، تائب من ذنبي. فقال عليه السلام: (قد صفحت عنكم). وتقدم إليه مروان بن ________________________________________