[ 144 ] خل عن الخطام ودونك القوم، خلاه والتقى بمالك النخعي الاشتر، فاعتركا مليا حتى سقطا الى الارض، فعلاه مالك بالسيف، فلم يجد له سبيلا الى قتله، وعبد الله ينادي من تحته: اقتلوني ومالكا واقتلوا مالكا معي. فلم يجبه أحد، ولا احد يعلم من الذي يعنيه لشدة اختلاط الناس ببعضهم، وثور النقع، فلو قال اقتلوني ومالك الاشتر، لقتلا جميعا (1)، فقال مالك هذه الابيات (2): أعايش لولا أنني كنت طاويا * ثلاثا لالفيت ابن أختك هالكا غداة ينادي والرماح تنوشه * كوقع الضياحي اقتلوني ومالكا فنجاه مني أكله (3) وشبابه * وأني شيخ لم اكن متماسكا (1) الكامل في التاريخ 3: 251. (2) ذكره الشيخ المجلسي في بحار الانوار 32: 192، وزاد فيه فلم يعرفوه إذ دعاهم وغمه خدب عليه في العجاجة باركا وذكر المناسبة التي قال فيها مالك الاشتر هذه الابيات، قال: فلما وضعت الحرب أوزارها، ودخلت عائشة الى البصرة، دخل عليها عمار بن ياسر ومعه الاشتر، فقالت: من معك يا ابا اليقظان ؟ فقال: مالك الاشتر. فقالت: انت فعلت بعبدالله ما فعلت ؟ فقال: نعم ولولا كوني شيخا كبيرا وطاويا لقتلته وأرحت المسلمين منه. قالت: أوما سمعت قول النبي (صلى الله عليه وآله): ان المسلم لا يقتل إلا عن كفر بعد ايمان، أو زنى بعد أحصان، أو قتل النفس التي حرم الله قتلها ؟ فقال: يا ام المؤمنين على أحد الثلاثة قاتلناه، ثم انشد الشعر. انظر: بحار الانوار 32: 191. (3) في الاصل: سيفه والصواب كما ورد في بحار الانوار. ________________________________________