[ 143 ] وطلحة بن عبد الله. قال [ المصنف رحمه الله ]: فجاء خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين الى امير المؤمنين عليه السلام، وقال: جعلت فداك، لا تنكس رأس محمد، فأردد الراية إليه، فدعاه وردها عليه، فأخذها وقال: أطعن بها طعن ابيك تحمد * لا خير في الحرب إذ لم توقد بالمشرفي والقنا المسدد قال: والذي قتل من اصحاب الجمل ستة عشر الف وسبعمائة وسبعون رجلا (1)، والذي قتل من أصحاب امير المؤمنين أربعة آلاف رجل وقيل ان عبد الله بن الزبير قبض على خطام الجمل، فصرخت به عائشة رضى الله عنه خل عن الخطام ودونك القوم، خلاه والتقى بمالك النخعي الاشتر، فاعتركا مليا حتى سقطا الى الارض، فعلاه مالك بالسيف، فلم يجد له سبيلا الى قتله، وعبد الله ينادي من تحته: اقتلوني ومالكا واقتلوا مالكا معي. فلم يجبه أحد، ولا احد يعلم من الذي يعنيه لشدة اختلاط الناس ببعضهم، وثور النقع، فلو قال اقتلوني ومالك الاشتر، لقتلا جميعا (2)، فقال مالك هذه الابيات (3): ________________________________________ (1) ذكر المدائني أنه رأى بالبصرة رجلا مصطلم الاذن، فسألته عن قصته، فذكر أنه خرج يوم الجمل ينظر الى القتلى، فنظر الى رجل منهم يخفض رأسه ويرفعه وهو يقول: لقد أوردتنا حومة الموت أمنا * فلم تنصرف إلا ونحن رواء أطعنا بني تيم لشقوة جدنا * وما تيم إلا أعبد وإماء فقلت: سبحان الله ! أتقول هذا عند الموت ؟ قل لا اله الا الله، فقال: يا ابن اللخناء، إياي تأمر بالجزع عند الموت ؟ فوليت عنه متعجبا منه، فصاح لي ادن مني ولقني الشهادة، فصرت إليه، فلما قربت منه استدناني، ثم التقم أذني فذهب بها، فجعلت ألعنه وأدعو عليه، فقال: إذا صرت الى امك فقالت من فعل هذا بك ؟ فقل: عمير بن الاهلب الضبي مخدوع المرأة التي أرادت ان تكون امير المؤمنين. انظر: مروج الذهب م 2: 379. ________________________________________