[ 135 ] مقتل الزبير بن العوام قال [ المصنف ]: ولما انصرف الزبير الى وادي السباع (1)، وكان به الاحنف بن قيس في جمع من بني تميم، فأخبر به فرفع صوته، وقال: ما معشر بني تميم هذا الزبير بن العوام فما أصنع به ؟ اما انه احق بالقتل. ________________________________________ (1) وادي السباع: جمع سبع، الذي قتل فيه الزبير بن العوام، بين البصرة ومكة، بينه وبين البصرة خمسة أميال. معجم البلدان 5: 343. ذكر الشيخ المفيد رضى الله عنه بعض ما روي في قتل الزبير بن العوام، فقال: روى المفضل بن فضالة عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن ابراهيم، قال: هرب الزبير على فرس له يدعى (ذا الحمار) حتى وقع بسفوان، فمر بعبدالله بن سعيد المجاشعي، وابن مطرح السعدي، فقالا له: يا حواري رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] انت في ذمتنا لا يصل إليك أحد، فأقبل معهما فهو يسير مع الرجلين إذ أتى الاحنف بن قيس برجل فقال: أريد ان أسر اليك سرا ادن مني، فدنا منه، فقال: يا هذا الزبير قد هرب واني رأيته بين رجلين من بني مجاشع ومنقر اظنه يريد التوجه الى المدينة. فرفع الاحنف صوته وقال: ما اصنع ان كان الزبير قد القى الفتنة بين المسلمين حتى ضرب بعضهم بعضا، ثم هو يريد ان يرجع الى اهله الى المدينة سالما، فسمعه ابن جرموز فنهض ومعه رجل يقال له فضالة بن محابس، وعلما ان الاحنف انما رفع صوته يذكر ابن الزبير لكراهته ان يسلم وإيثاره ان يقتل، فأتبعاه جميعا، فلما رآهما من كان مع الزبير، قالوا له: هذا ابن جرموز، وانا نخاف عليك. فقال لهم الزبير: انا اكفيكم ابن جرموز وأنتم اكفوني ابن محابس، فحمل عمير على الزبير وعطف عليه، وقال يا فضالة أعني فأن الرجل قاتلي، فأعانه وحمل ابن جرموز فقتله وأحتز رأسه. انظر: مصنفات الشيخ المفيد م 1: 387. ________________________________________