[ 134 ] لابنه: ويلك، اترى ما فعلت، أهذا جبن ؟ قال: حاشا، لقد اعذرت بما فعلت. قال [ المصنف في رواية اخرى ]: فلما خرج امير المؤمنين عليه السلام لطلب الزبير، خرج حاسرا والزبير دارعا مدججا. فقال له عليه السلام: يا ابا عبد الله، لعمري لقد اعددت سلاحا وجندا، فهل اعددت لله عزوجل بعذر ؟ قال: ان مردنا الى الله عزوجل يفعل ما يشاء. فقال عليه السلام: يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين (1). فكر عنه راجعا نادما (2)، ورجع امير المؤمنين عليه السلام الى أصحابه فرحا مسرورا. فقالوا له: يا امير المؤمنين، أتبرز الى الزبير حاسرا وهو مستعد بالسلاح، ألست تعلم بشجاعته ؟ قال: بلى، ولكنه ليس بقاتلي، وانما يقتلني رجل خامل الذكر غيلة. ________________________________________ (1) النور 24: 25. (2) وقيل: انما عاد الزبير عن القتال لما سمع ان عمار بن ياسر مع علي [ عليه السلام ]، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا عمار تقتلك الفئة الباغية). انظر: الكامل في التاريخ 3: 240. ________________________________________