[ 20 ] شان إلى شان ومن سلب إلى سلب ومن اضافة إلى اضافة وعروض اضافات محضة متكثرة لذاته شيئا بعد شئ على سنة التدريج والتعاقب وليس ذلك يتصحح الا في موصوفات هي ذوات الاحيان والاوضاع واولات العهد والاستعدادات واما الجواهر الثابتة القدسية المتنزهة عن عوارض المادة راسا وعن القوة الاستعدادية مطلقا فلا يتصحح ولا يتصور بالقياس إليها تعاقب الاضافات العارضة لذواتها وان كان تبدل الاضافات المحضة وتغيرها غير مستوجب تبدلا في ذات الموضوع ولا تغيرا في شئ من جهات ذاته وصفاته الحقيقية اصلا وإذا كان الامر في المبدعات الباطلة الذوات في حد انفسها على هذا السبيل فما قولك في المبدع الحق من كل جهة جل قدسه وعز مجده قوله احتجب بغير حجاب محجوب واستتر بغير ستر مستور حجاب محجوب وستر مستور اما من باب حجابا مستورا أي حجابا على حجاب بناءا على ان اقصى مراتب شدة الاحتجاب لو كان من تلقاء حجاب كان لا محالة بحجاب على حجاب فنفى ذلك على قوانين البلغاء وسنة البلاغة لا يكون ذا نضارة الا بنفى حجاب على حجاب كما امر وما ربك بظلام للعبيد أو من باب النعت بوصف الجار والوصف بحال المتعلق أو من باب التوصيف بالغاية المترتبة واما ان يؤخذ على قياس صيف صائف ودهر داهر وبون بائن فغير مغن عن الالتحاق ببعض تلك الابواب لمكان صيغة المفعول قوله عرف بغير رؤية قد تقرر في العلوم العقلية ان كل ما لا سبب ولا جزء له لا يمكن عرفانه بطريق الفكر البرهانى بل اما مجهول مأيوس عن معرفته واما مستدل عليه من جهة الاثار والافعال والعلم الحاصل من طريقها ________________________________________