[ 6 ] انه لما دخل على عليه السلام الكوفة دخل عليه حكيم من العرب فقال والله يا أمير المؤمنين لقد زينت الخلافة وما زينتك ورفعتها وما رفعتك وهى كانت احوج اليك منك إليها انتهى وأما ما ذكره من البشارة لهم بالثواب في دار القرار فإن اشار به الى حديث بشارة العشرة فهو موضوع لا يصح إلا في واحد منهم عليه السلم كما سيئاتي بيانه وان اشار به الى غيره من الاحاديث فلعل بعد ظهور صحته يكون بشارة الثواب فيه مشروطا بشروطه كما روى عن مولانا الرضا عليه السلم انه لما سئل عن صحة رواية قوله صلى الله عليه وآله " من قال لا اله إلا الله وجبت له الجنة " فقال نعم بشروطها وانا من شروطها أي من جملة شروطها الاعتقاد بامامتي ووجوب طاعتي والحاصل انه لا يتحتم بمجرد الصحابية الحكم بالايمان والعدالة وحسن الظن فيهم واستيهالهم للاقتداء بهم والاستهداء منهم وذلك لانه لا ريب في ان الصحابي من لقى النبي صلى الله عليه وآله مؤمنا به وموته على الاسلام وان الايمان والعدالة مكسبان وليسا طبيعين جبليين فالصحابي كغيره في انه لا يثبت ايمانه إلا بحجة لكن قد جازف اهل السنة كل المجازفة فحكموا بعدالة كل الصحابة من لابس منهم الفتن ومن لم يلابس وقد كان فيهم المقهورون على الاسلام والداخلون على غير بصيرة والشكاك كما وقع من فلتات السنتهم كثيرا وكان فيهم شاربوا الخمر وقاتلوا النفس وسارقوا الرداء وغيرها من المناكير بل كان فيهم المنافقون كما اخبر به الباري جل ثناؤه ورواه البخاري في صحيحه وغيره في غيره وكانوا في عهده صلى الله عليه و آله ساكنين في مدينته يصحبونه ويجلسون في مجلسه ويخاطبهم ويخاطبونه و يدعون بالصحابة ولم يكونوا بالنفاق معروفين ولا متميزين ظاهرا قال الله سبحانه ________________________________________